|
أبجد هوز ألحت بالسؤال: ولكنني لست الأجمل بين النساء، ولا الأكثر ثقافة وأناقة وغنى، كما أنني عصبية في بعض الأحيان ومزاجية في أحيان أخرى، سألتك بالله لو أنك التقيت بمن هي أجمل وأصغر سناً مني وأكثر ثراءً وثقافة وأناقة، فهل تتخلى عني، وتحبها بدلاً مني؟ أحس أن شجرة صبار هائلة تسكن حنجرته ، فمن يظن أن قلبه بهلوان وحبيبة قلبه دمية للتسلية؟ قالت: أراك شارداً!، قال: هل تقبل أمك المبادلة بابنها الأصغر، على ولد أجمل من أخيك وأذكى منه وأكثر تعليماً مع مئة مليون ليرة سورية تستلمها أمك «كاش». نظرت إليه باستهجان وقالت بحدة واضحة: مستحيل، فأطفال العالم وثروات الدنيا لا تعوضها عن ابنها، قال: لا توآخذيني إذ أقول إن أخاك هذا متوسط الذكاء وليس متفوقاً في صفه وهو مشاغب ويسبب لها الكثير من المشاكل، فلماذا ترفض المبادلة بولد أفضل منه؟ أجابت ضاحكة: إنه قلب الأم.. ولكن لماذا هذا السؤال؟ أجاب: هو ردي على سؤالك، وأنا أيضاً لن أتخلى عنك مقابل أي أنثى في العالم.. إنه قلب العاشق المحب. عادت للسؤال من جديد: من تحب أكثر، أنا أم بلدك، أي الوطن؟ أحس أنه سؤال بين الاستفزاز والمشاكسة، أجاب: كلاكما معاً، قالت مصرة على المشاكسة، لابد أن يوجد بعض الفرق؟قال: ما بتزعلي إذا حكيت بصراحة؟ خفق قلبها وقالت بحاول ما أزعل، قال: إذا غادرت قلبك يوماً ما، فأعرف أنه لن يمكنني العودة ثانية إليه، أما وطني وقد سبق أن سافرت منه مرات ومرات إلى بلدان عربية وأجنبية للدراسة وبعدها للسياحة وشم الهواء، وفي كل مرة أعود إليه مشتاقاً، ويفتح ذراعيه لاستقبالي، قالت: وأنا أيضاً أفتح ذراعي لاستقبالك كلما ألتقيتك: قال: بلدي ولدت فيه وعشت فيه وسأدفن فيه بعد عمر طويل، قالت: أو لم تجد في رحلاتك تلك بلداً أجمل من بلدك؟ أجاب: وجدت، سألت: فلماذا رجعت؟ قال: شو كنا عم نحكي عن قلب المحب الذي لا يقبل المقايضة رغم كل المغريات؟. |
|