|
البقعة الساخنة ولم تكتف قواتها المحتلة بإطلاق الرصاص الحي عليهم بل أشعلت النيران بالقرب من الشريط الشائك وأطلقت النار على طواقم الإطفاء والإسعاف لمنع وصولهم إلى الجرحى. ورغم سياسات القمع والإرهاب التي لاتستطيع إسرائيل العيش من دونها فإن المتظاهرين الذين تجمعوا مقابل قرية مجدل شمس بصدور عارية أصرّوا على تحقيق حلمهم بالعودة إلى أرضهم وديارهم ومواجهة جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والعتاد. وهذا المشهد يرسل إشارة إلى العالم كله وإلى الكيان الإسرائيلي بالدرجة الأولى أن جيلاً عربياً وفلسطينياً على وجه الخصوص يرفض اليوم نتائج النكبة والنكسة وهو مصمم على العودة إلى وطنه وتحرير أرضه مهما كلفه ذلك من أثمان باهظة، وأن هذا الكيان العنصري لن يقدر بعد اليوم على الاحتفاظ بماجناه من مكاسب في هاتين المناسبتين الأليمتين وأولها احتلاله للأراضي العربية عام 1967 وتهجير سكانها ماشكل حدثاً مؤلماً لمئات الألوف من اللاجئين الذين عانوا الأمرين على مدار العقود الأربعة الماضية. فاليوم يخرج أبناء اللاجئين من رحم الألم والمعاناة الهائلة التي عاشوها مع أهليهم وقد أيقظت وجدانهم تلك السنون المأساوية ليقرروا مواجهة المحتل بإرادتهم لإزالة كل آثار العدوان والبغي والإرهاب والاحتلال والتهجير واغتصاب الحقوق. لقد بدؤوا مشوارهم في ذكرى نكبة فلسطين وهاهم اليوم يكلمونه بذكرى النكسة وسيواصلون حراكهم الشعبي العفوي معبرين عن أصالتهم الحرة وإرادتهم للمقاومة وحبهم لتراب وطنهم رغم ولادة معظمهم خارج فلسطين المحتلة، وخصوصاً أنهم أصبحوا مدركين تمام الإدراك أن ألاعيب المفاوضات والمحادثات والتصريحات الطنانة لن تعيد لهم حقوقهم المغتصبة، والمجتمع الدولي وفي مقدمته العالم العربي لن ينفعهم إلا ببعض عبارات الإدانة وربما ضبط النفس وإيقاف مايسميه بالعنف، فهل تستطيع إسرائيل كبح حركة تعبر عن إرادة شعب بأكمله؟! بالتأكيد لن تستطيع والأيام كفيلة بتلقينها هذا الدرس..... ahmadh@ ureach.com |
|