|
نافذة على حدث وقرر العودة إلى أرض بات الحنين إليها ينتقل بالوراثة في جينات الجسم، ليشكل عنصراً إضافياً في دم كل فلسطيني.. عنصر اسمه حنين العودة إلى فلسطين. عندما يستشهد فتية لا تتجاوز أعمارهم نصف عمر النكبة، وهم متجهون إلى أراضيهم المحتلة، بإصرار وعزيمة، لا يخافون قوات غاشمة مدججة بأحدث الأسلحة.. ولا يهابون أسلاكاً ولا ألغاماً، أكدوا بعزيمتهم أنها مجرد فزاعة..يثبت ذلك أن من مات من أجيال النكبة قد ورث القضية إلى أجيال لاحقة برهنت أنها أشد تصميما على العودة. عائدون.. قالتها أجيال، شاءت الأقدار أن تولد خارج وطنها، لكنها رفضت الاستكانة والخنوع لمشيئة المحتل، لتمحي من سنوات عمرها مرارة خلفتها النكبة والنكسة، وما أفرزتاه من نتائج سلبية على كافة الأصعدة. مشاهد العزة التي رسمها الشباب العربي بالأمس في الجولان السوري، ومن قبل في عين التينة ومجدل شمس والحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة في ذكرى النكبة، إنما هي تأكيد على حيوية الشعب العربي وقدرته على الانتفاض من جديد، وطي صفحات سوداء من تاريخه والاستعاضة عنها بصفحات ناصعة. مرحلة جديدة بدأت في حياة القضية الفلسطينية، وخطوة أولى على طريق العودة، خطوة أصر الشباب العربي أن ترسم بالدم لتكون على قدر محبة الوطن.. الذي دعاهم فلبوا.. وهم مدركون أن ثمن الكرامة والعزة غاليتا الثمن.. غير أن محبة الوطن لا تقاس بأثمان. هي رائحة الليمون في سهول يافا وحيفا.. ورائحة الطيون في جبال السامرة و القدس والخليل..تنتقل بالحديث. حديث الأب إلى ابنه.. وحديث الجد والجدة إلى الأحفاد..هناك في فلسطين بياراتنا..وكروم الزيتون.. وعرائش الدوالي.. هناك ولدنا.. وهناك يجب أن نموت وندفن. |
|