|
عين المجتمع لن نعدد هنا المراسيم والقرارات التي صدرت والتي تصب في قلب حياتنا اليومية، ولكن جولة على مختلف الوزرات توضح أن هناك عملا حثيثا يجري لتنفيذها وتحقيق الاصلاحات المرجوة رغم الظروف الصعبة التي لانزال نمرّ بها. وإن كنت قد كتبت كلماتي هذه قبل بدء المادة الأولى من امتحانات الشهادة العامة ، الا أن الأمهات والأباء والأبناء الذين التقيتهم قالوا بأنهم متفائلين، بالفرص الجديدة ومنها الدورة الاضافية. والسؤال الآن هل يكفي تفاؤل الأهل؟ وهل تشكل الدورة الإضافية حلا لعقدة البكالوريا ؟ أم إن على الأهل والمدرسة تغيير رحلة الدراسة عند الأبناء؟ في البيت يكون الإصغاء الى الأبناء ورغباتهم وامكانياتهم، وعلاقة مستمرة مع المدرسة بالسؤال عن الأبناء. وفي المدرسة اهتمام بكافة الجوانب العملية التعليمية، والحرص على التواصل مع الأهل؟ لقد شهدت مناهجنا تغييرات وتعديلات مهمة على صعيدي الأفكار والطرائق؟ الا أن الانتقادات بقيت مستمرة، بأن بيئة المدرسة غير ملائمة للمناهج الجديدة؟ من ناحية القاعات وكفاءة المعلمين؟ لكن بقيت تلك الانتقادات في اطار نمطي لايدخل الى تفاصيل معاناة الأبناء وربما المعلمين، وكأننا نتحدث عنها على هامش سعينا لتحقيق مكاسبنا اليومية ومنافعنا الوهمية ضمن آلة الاستهلاك التي نعيشها وأحيانا دون أن نخصص وقتاً لأنفسنا! لن أستطيع أنا ولاحتى كبار منظري التربية أن يسطروا برنامجا لمواجهة التحدي الكبير في اصلاح العملية التربوية التعليمية؟ ولكن يمكننا جميعا وخاصة أهلاً ومعلمين، لقد اخترت التعليم مثالا ، لكن طريق إصلاح المجتمع أكبر وأصعب لأنه ينطوي أيضا على إصلاح للحياة، وهو مايمكن استخلاصه من آراء الناس المشاركين في الحوارات من مختلف الفئات وعلى امتداد وطننا الحبيب. وهو مانحتاجه من ورشة العمل التي تحدثت عنها في البداية، شرط أن تمتد في داخل كل منا، وتمتد الى الزمن الذي تحتاجه، فيبدأ كل منا العمل من نفسه، فاصلاح الحياة كما لايتحقق باحتكار الإصلاح، لايتحقق بالعنف والسرعة. |
|