|
مجتمع ومن هؤلاء الناس الذين لا نعرفهم الغرباء عنا وعن بيئتنا عندما أجلس وأتأمل تتنازعني أفكار عديدة يختلط بعضها ببعض فأقول: هؤلاء يبيعون أنفسهم من أجل حفنة صغيرة من المال ليتني أبيع أي شيء ومن أثاث منزلي كي أعطيه لهؤلاء المرتزقة بدلاً من أن يلجؤوا إلى العملاء من الداخل والخارج ،حيث جعلونا نرى ونسمع جرذاناً لولا هذه الظروف لظلوا قابعين في جحورهم يتمنون أن يجدوا شخصاً يستمع إليهم وإلى آرائهم المنبوذة، فالجميع ينظر إليهم بازدراء على أنهم معتوهون أو محتالون أو أي شيء آخر غير أنهم مواطنون أسوياء والآن وجدوا من ينفض عنهم غبار القذارة كي تظهر عمالتهم ونذالتهم، فتارة يجعلونهم شواهد عيان وتارة ناشطين حقوقيين أو سياسيين والحق أن نبذ هؤلاء عن المجتمعات وعزلهم عنها إنما هو خدمة جليلة للبشرية جمعاء. وتضيف صديقتي قائلة: كثيراً ما تراودني فكرة أن ننزل نحن النسوة مع أطفالنا إلى جانب رجالنا وشبابنا في الحارات والأزقة كي نقبض على هؤلاء وننشب أظفارنا في رقابهم ونصفعهم على وجوههم لعل تلك الصفعات تذكرهم بما هو غائب أو مغيب عن ذاكرتهم اللعينة تلك أو التي نسيت ما قدمه لهم الوطن الغالي من خدمات جليلة لا تعد ولا تحصى وكلها بالمجان يحسدهم بل يحسدنا عليها أشقاؤنا العرب الذين يقطنون في بلدان مجاورة، حيث يأتون إلى بلدنا في أيام الأعياد والعطل كي يتسوقوا من عندما ويتنزهوا في ربوع بلادنا وينعموا بالأمان والاطمئنان الذي كان يتمتع به بلدنا الحبيب والذي سيعود بإذن الله إلى ما كان عليه بل أقوى كيف لا و«الشام الله حاميها»؟ |
|