|
مجتمع فمن يمتهن الفوضى وينساق في أسنانها وأرجلها لم يكن في يوم من الأيام حراً ولا يستعذب الجمال ولا يراه لأن من يحرق ويخرب في بلده ويعتدي على الطرقات والمؤسسات والمنشآت التي شيدتها سواعد أبناء الوطن بجهدهم وعرقهم وتعبهم أقل ما يقال عن هؤلاء إنهم قبيحو الوجوه، جاحدو النعم، خونة وعملاء بالعرف الوطني لأنهم ينفذون إرادات من هم خارج الحدود وينصاعون لأوامرهم بتنفيذ ما هو سلبي وشاذ في الداخل... هل نصدق أن هناك امرأة سورية أو أب سوري يدفعان بأولادهما أو يقبلان ببعض الدراهم المذلة للخروج إلى الشارع والتظاهر بطريقة أسمح لنفسي أقول عنها وحشية، هل رأى أحدكم أبعاد ومخاطر أن يمارس مجموعة من الصبية والأطفال في بعض أحياء دمشق (القدم) وبعض أحياء اللاذقية كيف يضربون قوى الأمن والمواطنين ومراسلي الإعلام الوطني بالحجارة والمقلاع ولننتبه هنا إلى المقلاع الذي رأيناه للأسف في شوارع بلادنا في وقت كان ومازال هذا المقلاع سلاح الطفل الفلسطيني، سلاح فارس عودة الذي أهاب به دبابات العدو الإسرائيلي وجنوده، هذا المقلاع هو رمز لجوهر القضية الفلسطينية وحجارته التي أربكت هذا العدو ومازال يخشى حتى الرمال والحصى الصغيرة رغم عتاده وعدته. وبالتالي من خرج في الأسابيع الماضية وجيش الأطفال واليافعين واستغل سنهم وسذاجتهم وجهل أهلهم ربما يتحمل بشكل مباشر وزر هذه التصرفات اللامسؤولة والنائمة في عقل وعي هؤلاء، ورغم كل ذلك من غير المنطق والعقل والوجدان أن تنساق بعض الأسر والأهالي ويكونون جزءاً من إضرام المواجهات المضطربة على الأرض، فهل نسيتم حقاً أنكم تنتمون إلى هذه الأرض ولها فضل كبير عليكم. فالمرأة السورية بكل توصيفاتها، هي المربية والفاضلة والمناضلة والتي ساهمت إلى جانب الرجال بطرد الاستعمار بكل صيغه وأشكاله ومراحله حتى نحقق الاستقلال، وهي المعلمة التي تربي النشئ وتعزز لديه قيم المحبة والأخلاق والمواطنة، هي الموظفة وربة المنزل والجامعية والاستاذة والوزيرة والمستشارة التي تقارع من على جميع المنابر كيف تصان الحقوق والكرامات والحفاظ على المكاسب والإنجازات التي تحققت عبر مسيرة شاقة من الكفاح والعمل المتواصل منذ ثورة الثامن من آذار وفجر التصحيح المجيد ولغاية الآن. في سورية جميعنا يجمع على مواطن الجمال بكل تجلياته الروحية والمادية ومن يحاول تشويه هذه الملامح الجمالية بالتأكيد لا يدرك الوعي الجماعي لا بالذوق ولا بالإحساس، ولا معنى القيم التي تنتمي لوطنه. وهنا تؤكد السيدة رشا شعبان من وزارة التربية على أهمية دور المدرسة والإعلام من ناحية التركيز على مسألة الجمال عبر مفردات الأغنية الوطنية والتي هي حكما حاجة وضرورة، فهي بمثابة الغذاء للعقل والروح والذوق العام الذي يسموه بألوان محبة الوطن واحترام قدراته ومقدراته، وعندما لا نجد ارتباطاً لا في الكلمة أو اللحن بالشكل المناسب فإن هذه الحالة تفسح بالتالي المجال لألوان غنائية عارضة تثير السخط والسلبية ،وهي تعبث بالذوق والإحساس والشعور عند المتلقي عندما تكون الكلمات مسفهة، مادية تخاطب الغرائز، تشوش الذهن وتسطح العقل، فهي كما حال الأزياء والصرعات التي تهب في المواسم وتسوق بطريقة يتولد معها قلة الإحساس بالجمال وتنعكس رؤية التقليد بشكل سلبي ومهين على شخصية من يتابع وينسجم مع هذه المواسم. وتشير شعبان أن الوعي يختلف عن الإحساس بأنه يمتلك قاعدة معرفية للجمال، والوعي الجمالي ينطلق لمعرفة معايير الجمال إذا كانت موضوعية، فمن يتفق على أن هذا جميل لشيء ذاتي، أي وجوب الانطلاق من الاثنين معاً بمعنى أننا نستطيع أن نميز بين التذوق والإحساس بالجمال، وهذا يتضمن بالطبع حالة إنتاج للجمال بدءاً من القطعة الفنية والصورة والمنحوتة وقس على ذلك الكثير. والأمر الإيجابي الآخر اتجاه الجمال هو حب العمل ومحاولة تدريب أبنائنا على الحوار باعتماد صيغة الإيحاء وهي الأهم، ما يتطلب من المدارس الاهتمام بالتربية الفنية، فما زلنا حتى الآن نولي مواد الرياضيات والفيزياء وغيرها الأهمية الكبرى على حساب إحساسنا بإلغاء الحالة الإنسانية من مواد رسم وموسيقا ورياضة التي تنمي روح الإحساس والذوق بالأشياء المحيطة بنا. باختصار ليس عادياً رؤية المناظر البشعة ومظاهر الفوضى والعنف والدماء التي تستنزف في غير مكانها على الأرض، إنها حالة لا جمالية أراد الأعداء الانتقام من عزة وصفاء هذا الوطن السامي والممانع، فهم يريدون تشويه براءة الأطفال وعيونهم التي تبحث عن برامجهم المفضلة من ترفيهية وتعليمية وغيرها، إلا أن أطفالنا وشعبنا بجميع أطيافه سوف ينهي حالة العبثية هذه ويمحو الصورة التي أرادت أن تؤذي وتنمي العنف في داخل الشريحة المستهدفة، ولكن الصيف قادم وبدأت الجهات المعنية تعلن عن دورات التدريب والتأهيل لتنمية القدرات الموسيقية والمعنية من رسم وغناء ومسرح وسباحة وشطرنج وغيرها، فالبسمة لابد أن تعود والأمان لا موطن له إلا في سورية، فهي روحه وجوهره ومانراه على الفضائيات المغرضة هو نقيض الحب والأمان وهو رفض للآخر.. يجب علينا جميعاً مقاومته بالتربية الفنية والوطنية فالإنسانية خصلة يجب أن ننميها كي تصبح سلوكاً وثقافة. |
|