|
ثقافة لكن الانعطاف المهم في حياته كان عام 1942، عندما تعرف مصادفة على المطرب رفيق شكري الذي كان يؤدي أغنيات محمد عبد الوهاب والأغنيات المصرية الأخرى، كما كان سائداً عند مطربينا آنذاك. فلم يكن لدينا شعراء أغنية يكتبون باللهجة المحلية. وحتى الموسيقيين السوريين عندما يلحنون كانوا يستخدمون كلمات باللهجة المصرية. في ذاك اللقاء بين عمر حلبي ورفيق شكري ولدت أول أغنية سورية ليست تراثية باللهجة المحلية، عندما كتب عمر حلبي كلمات أغنية (بالفلا جمال ساري) ولحنها وغناها رفيق شكري، فحققت نجاحاً باهراً رغم بدائية وسائل الانتشار. وكانت هذه الأغنية بداية قوية للأغنية السورية، كان عمر حلبي ورفيق شكري رائداها. فبعد (بالفلا جمال ساري) كتب عمر حلبي وغنى رفيق شكري (غيبي ياشمس غيبي) و(خلي الحبايب يسلموا) و(خدوا معاهم مها)، ليصل رصيد التعاون بين الاثنين إلى نحو مئتي أغنية قبل رحيل رفيق شكري عام 1969. ولم يقتصر تعاون عمر حلبي مع رفيق شكري، وإنما تعاون مع كبار الملحنين السوريين، وغنى كلماته كبار المطربين السوريين والعرب، وعلى سبيل المثال غنى فهد بلان من كلماته عدة أغنيات منها (بالأمس كانت تهوى وجودي) تلحين سهيل عرفة و(جس الطبيب) و(تحت التفاحة) تلحين عبد الفتاح سكر. والمطرب الكبير صباح فخري غنى من كلماته (ميلي مامال الهوى) و(يامال الشام على بالي هواهم) تلحين سهيل عرفة. وغنى الفنان دريد لحام من كلمات عمر حلبي عدداً من الأغنيات الضاحكة منها (يامصطفى) و(يابهية). وغنت المطربة شادية من كلماته وتلحين سهيل عرفة (ياطيرة طيري ياحمامة). ومن المطربات والمطربين الذين غنوا كلماته رفيق سبيعي ونجاح سلام وصباح وكروان وسمير توفيق ومصطفى نصري ووردة الجزائرية ونجيب السراج وغيرهم كثيرون، ليزيد رصيده من الأغنيات عن ألفي أغنية. رحم الله الشاعر الغنائي الكبير عمر حلبي الذي لن أنسى السهرات والجلسات الكثيرة التي جمعتنا، وهو يحدثني عن ذكرياته مع الفنانين وعن تاريخه الحافل بالعطاء. |
|