تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ثالثـة الأثافـــي.. في ثقافــة اللاذقيــــة

ثقافة
الثلاثاء 7-6-2011
سجيع قرقماز

ما مدى فعالية الثقافة في اللاذقية؟ ماذا تقدم مديرية الثقافة، والمسرح القومي فيها ؟ ألا يوجد من هو مختص وجدير بالإدارات الثقافية باللاذقية؟

ماذا تقدم غير الجمود، جمود في الحركة المسرحية، جمود في الأنشطة الثقافية، باستثناء الأمسيات التي يحضرها نجم الأمسية ولفيف من أهله فقط.‏

ألا يوجد من هو جدير بإدارة العملية الثقافية من الشباب الموهوبين، بعيدا ً عن المحسوبيات، والأشخاص غير المؤهلين؟‏

ثم ما الذي يحدث في قضايا كثيرة يكون القائمون على الثقافة هم الذين يتسببون فيها , والمعرقلون للعمل، بينما يفترض بهم أن ينهضوا بالعمل لأنهم المكلفون بإنجازه، والمضي قدما بالثقافة إلى الأمام كونها (الحاجة العليا للبشرية)، ترى ألا تزال كذلك ؟.‏

عندما لا يقوم العاملون في قطاع الثقافة في دورهم، ما العمل ؟ وعندما لا تقدم الجهات الوصائية العليا المساعدة لإنجاز ٍ ما، ما العمل ؟ أما عندما يسكت المواطن عما يدور في قطاع ٍ مهم ٍ معين ٍ كالثقافة، والأدب والفكر، فما هي النتيجة ؟ هذه الفئات الثلاث هي التي تتحمل ما يجري.‏

الأمثلة كثيرة‏

- أولها استغلال الأراضي المخصصة للثقافة في توفير – كسب غير مشروع ٍ – للقائمين على أمور المحافظة.‏

- ثانيها استغلال المراكز الثقافية، ومسارها، ومنشآتها، والأعمال الفنية والثقافية في دخل مادي ٍ إضافي ٍ للقائمين على إدارة دار الأسد للثقافة باللاذقية.‏

- وثالثة الأثافي الكسب غير المشروع من خلال إعداد مسرحيات تالفة (غير صالحة للاستهلاك البشري) من قبل مديرة المسرح القومي باللاذقية.‏

متحف اللاذقية المغيب إلى متى؟‏

1- في ثمانينات القرن الماضي، وبداية التسعينات - وعندما كانت السيدة الدكتورة نجاح العطار تأتي إلى اللاذقية في أي زيارة عمل ٍ أو رعاية ٍ ثقافية، كنا مجموعة من الشباب المهتم بالشأن الثقافي (كتاب مسرحيون، صحفيون) نلتم حولها، وبلطفٍ شديد: سيدتي لن نسمح لك بإقامة هذا النشاط أو ذاك حتى تتكحل عيوننا ببناءٍ لائق ٍ لمركز ٍ ثقافي ٍ في اللاذقية، كانت تتحمل غلاظاتنا، وتحاول التهرب منا، و كنا نلح عليها في طلبنا، وعندما تمت الموافقة على بناء المركز (دار الأسد للثقافة)، عدنا للمطالبة ببناء المتحف، لكننا هذه المرة فشلنا فشلاً ذريعاً معها، ومع السادة الوزراء الذين أتوا بعدها، ولا نزال نفشل حتى الآن ؟ ولا تزال اللاذقية دون متحف، تصوروا أن اللاذقية، حاضنة أوغاريت، وأهم تنوع ٍ أثري ٍ وتاريخي في العالم لامتحف لها.‏

خان الدخان‏

للعلم، فإن متحف اللاذقية الحالي (خان الدخان) دشن على أنه متحف ٌ للتقاليد الشعبية، لأنه غير كاف لبناء متحف ٍ وطني، ومن حينها (1987) ربع قرن تقريبا، واللاذقية (عا الوعد يا كمون) إلى متى ؟‏

بلدية اللاذقية خصصت الأرض التابعة لذلك – الأرض الملاصقة لدار الأسد للثقافة – لكن تهاون رئاسة مجلس الوزراء في هذه القضية، وعدم مطالبة الجهات المسؤولة في اللاذقية، وعدم الاستماع إلى (نقنا) هذه الأيام، جعلت المشروع حبراً دون ورق.‏

أرض المتحف بقرة حلوب‏

وهنا سيسأل سائل ولماذا لم تطالب الجهات المسؤولة في اللاذقية بتنفيذ هذا المشروع ؟ والجواب بسيط جداً فقد كان أكبر مسؤول في اللاذقية، يعهد الأرض سنويا لابنه، ويتقاسمان ما قيمته 12 إلى 14 مليون ليرة سورية من خلال إقامة سوقٍ للتسوق عليه ؟ أليس سبباً مقنعاً لتأخير إقامة المتحف الوطني باللاذقية ؟ هذه المعلومة ليست جديدة بل نشرناها على الشبكة العنكبوتية منذ سنتين، وكتبت صحيفة «الثورة» عنها، إضافة إلى الفاكسات المرسلة، لكن يبدو أن هذا السبب ليس وحيدا ً ؟‏

هل لمجلس الوزراء السابق والحالي يد في حرمان اللاذقية من متحفها ؟‏

في البداية‏

وزارة الثقافة، المديرية العامة للآثار والمتاحف، وفي عام 2009 راسلت السيد رئيس الحكومة من أجل التعاقد، وأعطيت الضوء الأخضر كي تتعاقد مع أي شركة حكومية ٍ لبناء المتحف، حينها كان الاعتماد متوفراً، وبعد أن تم تصديق الإضبارة من (قضايا الدولة) رفضت رئاسة مجلس الوزراء الموافقة على العمل، ثم في عام 2010 تم الإعلان عن بناء متحف اللاذقية بكلفة 360 مليون ليرة سورية، وتم تخصيص مبلغ ٍ وقدره 165 مليوناً للبدء في أعمال التنفيذ، لكن هذا التنفيذ صار شكليا بسبب رفض رئاسة مجلس الوزراء للبدء في العمل.‏

في المرحلة الثالثة يبدو أن رئاسة المجلس (السابقة) قررت البدء فعلاً، حيث أصدرت تعميماً برقم 323 15 تاريخ 16-1-2011 وتسهيلاً للبدء، ينص على فصل الأعمال الإنشائية والمعمارية عن الأساس والمفروشات، وتم لذلك رصد مبلغ 75 مليون ليرة سورية للبدء.. ولكن!‏

إذاً في كل مرة يتقرر البدء بالعمل، ويتم التعاقد،هناك عقبة تحدث في وجه البدء بالمشروع، أليس التساؤل عن ماهية ذلك مطلوبهً ؟ وفي كل مرة تصرف الملايين للبدء، ثم تعاد للخزينة، أليس التساؤل واجباً أيضاً ؟‏

هنا لابد من التأكيد إلى أن الحاجة إلى بناء متحف ٍ جديد صارت ملحة، للحفاظ على الآثار التي لايستطيع البناء القديم المواجه للبحر حمايتها، وهو الصغير أيضا، بينما تتوزع آثار اللاذقية في متاحف دمشق وحلب، ولامتحف في اللاذقية، وللإنصاف فإن وزير الثقافة (السابق والحالي) لم يقصرا في العمل على تذليل الصعوبات من أجل الإقلاع بالعمل، وبذلا جهدهما في ذلك، لكن دون جدوى.‏

بقرة حلوب أخرى‏

في دار الأسد للثقافة باللاذقية يظهر جلياً استغلال المراكز الثقافية، ومسارها، ومنشآتها، والأعمال الفنية والثقافية من أجل تحقيق دخل مادي ٍ إضافي للقائمين على إدارة المسرح، والصالة، والميسرين أمور المهرجانات، والاحتفالات الفنية، في دار الأسد للثقافة باللاذقية.‏

ألا يكفي المتقاعدين تمديدا ً في مسرح اللاذقية‏

الموضوع الأخطر هو موضوع التمديد، وعدم فتح المجال أمام الآخرين، وخاصة ً عندما يمدد لأناس ٍغير مختصصين، وغير أكفاء، بينما المختصصون لا فرصة لهم في قيادة الدفة الثقافية، وتبقى المناصب الإدارية حكرا ً على طلابها، وليس الأكفاء ؟ هل هناك أسباب ٌ لذلك ؟ يقال إن مبالغ كبيرة تدفع من قبل المتقاعدين ليستمروا في مناصبهم، من خلال بعض المتنفذين.‏

في اللاذقية يتحول المسرح القومي إلى صالة استقبال ولا فاعلية مسرحية له،إلا إنتاج مسرحية قديمة تتكرر منذ خمس سنوات تجاريا ً وفي عدة مناسبات ثم يأتي المسرح القومي ليتبناها مجدداً، بإعداد مديرة المسرح (والمسرحية بحد ذاتها معدة عن، وعن..) لغايات مادية نفعية، كل ذلك من خلال غياب الاختصاص، وبالتالي غياب خطة عمل.‏

ترى هل تترك أمور اللاذقية الثقافية هكذا دون اهتمام ؟ ولصالح من ؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية