تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من حقــي أن..أنمـــــو في كنــــف والــــديّّ

سنابل الطفولة
الثلاثاء 7-6-2011
لم تكن هدية تعلم سبب ضحـــك زميلاتها في الصف عندما ســـألتها المعلمة عن اسم أبيها، فأجابتها بمنتهـــى البراءة «أي منهمــا فأنا عنــــدي أبـــوان» ولكن المعلمة اعتقدت أنها فهمت الوضع، فزجـــرت التلميــذات وتابعت الدرس.

وعند الانصراف لاحظت المعلمة هدية تتخذ ركناً منسياً، وهي تبكي بصمت.. فاقتربت منها وسألتها: ما الخطب؟! فردت عليها الصغيرة أن صديقتها نسرين سخرت منها، عندما حضر والدها ليأخذها معه إلى البيت، وقالت تستفزها:‏

وأنت - لماذا لم يأت أحد (أبويك) ليرافقك إلى البيت .. ألم تقولي للمعلمة إن لك (أبوين)!!‏

قبلّت المعلمة وجنة هدية، ومسحت دموعها بمنديل، وقالت لها: لا بأس.. سأرافقك أنا إلى البيت.. وأزور أمك.. هل تسمعين؟‏

سرّت هدية كثيراً باقتراح معلمتها، وقالت وهي تشبك كلتا يديها بيد معلمتها، وتقفز أمامها كعصفور صغير.. إن أمي ستفرح كثيراً عندما تراك... ومشت مزهوة أمام صديقاتها اللواتي رحن يغبطنها على سيرها بجانب معلمتها على هذا النحو الحميم..‏

وفي بيت هدية، عرفت المعلمة أن والدتها قد اختلفت مع والدها الذي كان يريد الزواج من أخرى.. اشترطت عليه (طلاقها) حتى تتزوج منه وعندما طلقها، عادت إلى بيت أهلها مع هدية وعاشت عندهم خمس سنوات تقدم بعدها ابن خالتها لخطبتها فتزوجت منه وعاشت هدية بينهما لأن زوجها رفض أن تنتقل للعيش عنده بسبب زوجته.‏

غادرت المعلمة بيــــت هدية بعدمـــا أخذت من الأم رقم هاتف والد هديــــة، واتفقت مع المرشدة الاجتماعية على استدعاء والد هدية إلى مجالس أولياء الأمور حيث راحتا تحدثانــــه على (انفراد) عن انطواء هدية، وانزوائهـــا عن رفيقاتهـــا، وبكائهـــا المستمر لأتفــــه ســـبب.. ونصحته المرشدة الاجتماعية بأن يحضر إلى المدرسة بين فترة وأخرى ليسأل عنها ويرافقها مثل بقية زميلاتها إلى البيت ليرد لها اعتبارها فلا تشعر بأنها تختلف عنهن في شيء.‏

وذكرته المعلمة بأن من حــــق الطفــــل أن ينمـــو تحــت كنف جناحي والديه الحقيقيين، فــــإذا تعذر ذلك ليقنص الأب كل فرصـــة ليذكرهــا - بأنه موجود - وهو معها وإن كان بعيداً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية