تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النانو.. ثورة في التقنيات الطبية..!!

علوم وبيئة
الثلاثاء 7-6-2011
لو كان للأطباء الجراحين وسائل في غاية الصغر والدقة واستخدموها لتقصي الخلايا السرطانية والقضاء عليها، ترى ما كان يحدث؟

وإذا كان بالإمكان عزل جزء مصاب من الخلية الحية ومن بعد ذلك إبداله بآخر سالم بالاستفادة من آلة بيولوجية ماذا كان يحدث؟‏‏

وحقاً لو أصبح ذات يوم في مستطاع الإنسان اختراع وسيلة صغيرة جداً بحجم الجزيء تقوم بعملية إيصال الدواء إلى الجزء المطلوب من نسيج في الجسم.‏‏

هل يعتبر هذا الأمر إنجازاً خارقاً وأمراً مهماً في دنيا الطب وعالم التكنولوجيا؟‏‏

إن هذه الأمور هي قوام بحوث علمية يعكف العلماء على متابعتها في الوقت الحاضر وإذا ما أثمرت مثل هذه البحوث، فإنها بلا ريب ستحقق ثورة في علم الطب وأسلوب حياة البشرية، وبكلمة بالإمكان القول هنا إن مثل هذه الأمور التي ذكرناها في أسئلتنا ما هي في الحقيقة إلا إمكانيات وتسهيلات يريد علم طب النانو أن يضعها تحت إمرة الإنسان تسهيلاً لحياته.‏‏

تقنية النانو هي تقنية الأشياء الصغيرة جداً، فمقياس النانو مقياس صغير جداً يعادل جزءاً واحداً إلى ألف مليون جزء.‏‏

واستخدام تقنية النانو في الوقاية من الأمراض التي تصيب الإنسان وعلاجها وإذا تكاملت هذه التقنية فإنها سوف تقود إلى تغيير جذري في عالم الطب والجراحة.‏‏

أما الاستخدامات المسجلة مختبرياً في هذا المجال فيمكن أن نشير إليها في النقاط التالية:‏‏

أولاً: اختبارات التشخيص للأمراض.‏‏

ثانياً: العلاج الكيميائي.‏‏

ثالثاً: مضخات هرمون الأنسولين ذي الأثر الفعال في علاج حالات مرض السكر أو البول السكري.‏‏

رابعاً: حقن الأدوية دون الاستفادة من الإبر والمحاقن التقليدية.‏‏

خامساً: أعمال مساعدة في مجال تحسين السمع.‏‏

سادساً: نظام تحويل وارسال الدواء إلى الأنسجة المريضة.‏‏

على أن إحدى المشكلات التي تعترض طريق الباحثين في هذا المجال فهو فهم تأثير جزيئات النانو على الأنسجة الحية في الجسم ومقدار التسمم الذي قد تسببه للجسم.‏‏

لقد أنجزت العديد من الدول في مختلف أنحاء العالم أعمالاً ضخمة في هذا الإطار وحتى العام 2006 للميلاد تم تسجيل ما يقرب من 130 دواء ونظاماً لإيصال الدواء إلى الجسم استفيد فيها من تقنية النانو.‏‏

هذا ومن المتوقع في المستقبل القريب أن تتمكن تقنية النانو في عالم الطب وفي أقسامه المختلفة مثل نظام إيصال الدواء إلى الجسم وأنواع العلاج وتصوير أجزاء الجسم بأساليب متطورة للغاية تتمكن من تحقيق ثورة علمية يسجلها التاريخ الانساني بين ثورات البشر العلمية والتقنية.‏‏

نظام إرسال الدواء إلى أنسجة الجسم‏‏

في هذا المجال ينصب اهتمام العلماء والباحثين على حصول الأنسجة من الناحية البيولوجية على الدواء الذي تحتاجه في حالة المرض.‏‏

والمراد من الحصول البيولوجي مقدار وجود الجزئيات الخاصة من الدواء في الأنسجة المريضة.‏‏

وفي أي جزء من هذه الأنسجة يكون الدواء أكثر فاعلية. إن مثل هذا الأمر يمكن أن يتحقق ويتضح لدى العلماء بواسطة الاستفادة من هندسة النانو.‏‏

السرطان والأورام الخبيثة‏‏

من الأمراض التي أعيت الطب مهما حقق من تقدم مرض السرطان والأورام الخبيثة التي قد تظهر في أجزاء مختلفة من جسم الإنسان.‏‏

إن قدرة تقنية النانو على تشخيص الأورام السرطانية هي من بين الأحلام التي راودت لسنين مخيلة الباحثين أنه بالإمكان باستخدام تقنية النانو الحصول على صور متطورة من الناحية الطبية للأورام والخلايا السرطانية.‏‏

ويمكن القول إنها صور استثنائية وأحجام هذه الصور تساعد الأطباء والباحثين على الحصول على معلومات كافية عن هذه الأورام.‏‏

هذا وأظهرت نتائج آخر البحوث أن العلماء قد توصلوا إلى طريقة جديدة بفضل تقنية النانو يمكن بواسطتها تصوير الأورام الخبيثة في الجسم وتحديد أماكنها بدقة ومن بعد ذلك القيام بعملية العلاج بشكل مباشرة من خلال التخلص من الورم الخبيث.‏‏

التصوير الطبي‏‏

يمكن التصوير بالنانو الباحثين والأطباء من تعقب أي حركة تحدث في النسيج الحي داخل جسم الإنسان.‏‏

وباستطاعة الأطباء هنا التعرف بدقة على حركة الدواء داخل النسيج المريض، هذا وإن دراسة بعض خلايا الجسم تكون صعبة، ومن هنا يلجأ العلماء إلى تلوينها.‏‏

وهناك مشكلة أخرى ألا وهي أن الخلايا التي تصدر أمواجاً ضوئية مختلفة في الطول لا تعمل بشكل واحد وبكيفية واحدة على الدوام، الأمر الذي يجعل عمليات التصوير الطبي تواجه مشكلات على صعيد التشخيص الصحيح.‏‏

وقد تمكن العلماء من حل هذه المشكلة وذلك باستخدام بعض جزيئات النانو التي تبدي ردود فعل مختلفة ازاء الترددات الموجية المختلفة الناشئة بطبيعة الحال عن اختلاف طول الموجة.‏‏

جدير أن نذكر هنا أن تقنية نانو جزيئات هي إحدى فروع تقنية النانو بشكل عام حيث المكونات الأساسية فيها بعد الذرات وهذا العلم في حد ذاته حالياً يعتبر علماً نظرياً.‏‏

وقد يحتاج إلى العديد من السنين ليدخل مرحلة التطبيق العملي.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية