تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سوريا .. شمسُ السّلام

الملحق الثقافي
7/6/20011
أحلام غانم:بشّارُ لا عصفتْ بكَ الأخطارُ

ورحى الشآم على البغاةِ تُدارُ‏

أعلاكَ ربُّكَ حكمةً ومكانةً‏

فلكَ السّموُّ وللحسودِ بوارُ‏

ربُّ العبادِ حباكَ أعظم نِعْمة‏

شعباً يعزُّ بعزّه الأحرارُ‏

ما أنتَ إلا الشمسُ يملأ نورُها‏

آفاقَنا، مهما أثيرَ غُبارُ‏

فسُراك سيفُ الحقِّ في مضماره‏

وسناكَ في كلِّ القلوبِ منارُ‏

قرَّرْتُمْ بيعَ النّفوسِ لربِّكُمْ‏

وربحتُمُ، فليخسرِ التجَّارُ‏

قسماتُكَ الفيحاءُ مَنهلُ أمّةٍ‏

وإلى أسودِكَ بالفضاءِ يُشارُ‏

والكونُ يعجَبُ من شموخِ جباهكُمْ‏

كمْ كُسِّرتْ عن صبركُمْ أحجارُ‏

ورباطُكُمْ خيرٌ منَ الدنيا وما فيها‏

بإبائِكُمْ كالطّودِ، أسوارُ‏

دمُّ الأقاحي في الشآم مجرّةٌ‏

يفضي بها للياسمينِ الغارُ‏

اُسْدٌ تجلّى اللهُ في قَبَضَاتِهمْ‏

فأعزَّهمْ، والكبرياءُ قرارُ‏

وصليبُ هذا الشَّعبِ أثبتَ أنَّهُ‏

وطنٌ لدينِ محمّدٍ أنصارُ‏

وطنٌ من الأنوارِ تحتَ سمائهِ‏

صلّى البنفسجُ.. والنّجومُ ديارُ‏

وطنٌ من الفِرْدَوسِ فوق تُرابِهِ‏

حطَّ المسيحُ وأسْلَمَ الكفَّارُ‏

الله أكبرُ.. يا صلاحُ الدينِ قُمْ‏

فالليثُ باقٍ قائدٌ بشّارُ‏

إنَّا ليؤلمنا تآمرُ بندرٍ‏

ملأتْ مشاربَ روحهِ الأقذارُ‏

ويزيدنا ألماً تخاذل أمّةٍ‏

يشكو اندحارَ رجالِها المليارُ‏

«سعدٌ» وجنِّيُّ العِيانِ و»بَنْدَرٌ»‏

«وجزيرةٌ» والجوقةُ الأشرارُ‏

جمحتْ خيولُ الشرقِ، ماس الهوى‏

ومن الهوى تتسربُ الأخطارُ‏

حرقوا الأميرةَ بالجزيرةِ فانتشى‏

بالغدر فيها البندرُ المَكّارُ‏

وملوكُ عُرْبِ زماننا في غيّهمْ‏

وقصورِهمْ وكروشِهمْ فجّارُ‏

ولسانِهمْ، واخيبتاهُ، تكفّرٌ‏

وجهادهمْ، يا أمّتي! الدولارُ‏

ما بالهُمْ صمتوا على سفائِهُمْ‏

حتى تمادى الكفر والكفَّارُ‏

لكنَّهمْ بهوى الفلوسِ تبختروا‏

فأصابهُمْ رَمَدَ العيونِ وحاروا‏

أنتَ الحكيمُ لهمْ، وأنتَ طبيبُهُمْ‏

نعمَ البشارةُ منكَ والبشَّارُ‏

الله أكبرُ.. يا حناجرُ كبّري‏

ضاقتْ بهذا المَنْهَجِ الأخبارُ‏

هيَ جِلِّقٌ، والشعبُ يحضنُ تربَها‏

والجيشُ في وطنِ العلا، جبَّارُ‏

شَهِدَتْ سجلاتُ الملاحمِ أنّهُ‏

جيشٌ عنيدٌ في الوغى كرّارُ‏

فهمُ الصخور إذا البحورُ تمدَّدتْ‏

وهمُ الدروع وهمُ لكَ الجَرّارُ‏

تاللهِ أسْدُكَ لا تخافُ من الرّدى‏

سطعتْ بكمْ يا جُندُنا الأنوارُ‏

قد عانقوا تُرْبَ الشآمِ وعاهدوا‏

ليثَ الليوثِ وملؤهمْ إصرارُ‏

لا الغربُ يرهبهمْ ولا يثنيهمُ‏

والأمّةُ العظمى بهمْ تحتارُ‏

ودمشقُ في دمها الأماني والهدى‏

والعشقُ فوق زنودها مدرارُ‏

أختَ السَّنا، صبراً بعصرٍ مُظلمٍ‏

غرفِ الملوكِ جهالةٌ ودمارُ‏

يا شامُ يا مهدَ النّبوّةِ فافخري‏

النّورُ فيكِ ودلّ عنه كِبارُ‏

فأنرتِ رَوضَ القلْبِ في ملكُوته‏

هذي الكرامةُ حين تَختارُ‏

وركبتِ أعتى الموجِ شامخةً‏

ومضيتِ، حيث الحبُّ إيثارُ‏

يا شامُ، يا عشقاً تغلغلَ في دمي‏

فأضأتِ قلباً لم يُضئِهُ نهارُ‏

يا جبهةَ الإيمانِ.. تهفو نَحْوَها‏

أُمَمٌ يُعطّرُها الرسولُ مزارُ‏

ألقى عليكِ اللهُ منهُ عباءةً‏

مَحْميّةً.. فإذا البُخُورُ عَرارُ‏

وعلى جفونكِ ألفُ ألفِ رسالةٍ‏

بالحقِّ، تطلقُ بالهوى الأطيارُ‏

يا كوثرَ الشرقِ الذي ارتفعتْ بهِ‏

شمسُ السلامِ، وماستِ الأقمارُ‏

تشدو الملائكُ حولَ عَرْشِكِ تهتدي‏

من نورِ قلبِكِ، فالشّموخُ فَخَارُ‏

يا سدرةَ التاريخِ، شبلُكِ مقاومٌ‏

بعُرى المدى يتوحَّدُ الأحرارُ‏

إنَّا لنعلمَ أنَّ قَدْرَ رئيسُنا‏

أعلى وأنَّ الخدَّامينَ صغارُ‏

فترجُّ إسرائيلَ نبرةُ صوتهِ‏

وتحيرُ من بسماتهِ الزوّارُ‏

بشَّارُ يا سيفُ الكرامةِ والتُّقى‏

أشرقْتَ في دمنا، وأنتَ مسارُ‏

لو أطلقَ الطيرُ الأسيرُ لسانَهُ‏

لسرتْ إليكَ بسرِّه الأطيارُ‏

كتبَتْ صغارُ شهيدنا فوق المدى:‏

لا، لنْ يمرَّ بدارِنا الأشرارُ‏

يُشقي ملوكَ العُرْبِ موتُ عقولهمْ‏

ويذوقُ نَصْرَ الأمَّةِ الأغيارُ‏

والأسْدُ تزأرُ في الظلامِ، فما ترى‏

في الشَّامِ ليثاً أفزعتْهُ النّارُ‏

فيحاءُ والشَّعبُ العظيمُ تحيَّتي‏

عشقُ الأسودِ ليس فيه خيارُ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية