تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


للوطن.. وللشهيد

الملحق الثقافي
7/6/20011
نضال كرم:«1»الوطن باقٍ ونحن جميعاً راحلون

 ‏

ثوبُكَ الأبيض يتهادى أمامَ لوثة المجانين‏

فاقتربْ مِنَ الشمسِ يا أخي‏

عَلَّها تُطهّره لكَ‏

لتُصبِحَ على أقحوانِ بلادِنا المضمَّخ برائحة التراب‏

اقتربْ قبلَ أن يُكملَ المدنَّسون رِجس سيرتهم الحمقاء‏

عانقْ إذا ما شئتَ الجبال في بلادنا‏

واضمُمْ إلى حنانيك سهولها وتمرّغْ بتربة وديانها‏

تَـنشَّقْ عبير ياسمينها‏

غُصْ في حروفِ براءتها قبل غَصَّةٍ ربما تَدهمك‏

فقد جالَ المجانين في دروبٍ كثيرة وحَوَارٍ عميقة‏

وأصفاد الخيانة معلّقة على أعناقهم‏

رايتُكَ اليوم بَحرٌ يغتسلُ بدموع الأمهات الثكالى‏

ومَطرُ زَهوكَ مُدجَّج بطُهْرٍ لا يَزول‏

فلْتَرشِفْهُ من تربةِ بلادِكَ بعد صلاتها الطويلة‏

نُسْكَها السرمدي..‏

يُنكِّس أوتارَ صَخَبَ المجانين العابثين‏

ليُطلَّ الصبح الفيروزي مُشعِاً بالجمال..‏

براحةِ البال‏

بكرومٍ من فرح غارَ من فتنة الانتظار‏

احترسْ من فوهات الوجوه الشاحبة‏

المشوبة بلوثة الخيانة‏

وألوان الخديعة‏

فقد انفتحت على آخرها..‏

محاولة النيل من طُهْرِ التراب‏

واجِهْ بإيمانٍ قنابلها وأعيرتها النارية‏

فالكلمات تنفرطُ مُتشدِّقة كالرَّصاص الملعون‏

الكلمة حِرْزٌ مِنْ شَرٍّ.. وفتيلُ شرٍ..‏

ورصاصة مُصوَّبة إلى دريئةِ عقلك‏

واجهها بالحقيقة.. باليقين..‏

بسلام باقٍ فيك إلى الأبد‏

فاجعل دماغك متحصّن من لوثة الجنون‏

ومن بَعْثِ الموت في حكاية الوطن‏

لتقوم قيامة من يعادي أرضك ووطنك‏

....‏

في حرائق الحدائق يا أخي‏

تنمو الخديعة لتسهّل الغوص في أتون جنون عابث‏

اجعلِ البندقيةَ في يدك وفي فمك ألف ألف دعاء‏

اجعلِ السهر باباً يودي بك إلى واحة من عبير الأرض‏

يا أخي.. لا تجعل الخائنون يعبثون بكنوزها وحَبّاتها‏

فينفرطُ حَبُّ الوصال ليُزهَق مُترعَاً بالانفصال‏

حاذر أن تُخدَع بمرايا الممسوسين والمجانين‏

مرآةُ نفسك النقية تكفلُ كشفَ زيف الألوان‏

حاذرْ من خدعة الأسماء‏

فالأسماء أُصيبت بعدوى من خديعة الممسوسين‏

هم جالوا ليفتنون الورد عن رحيقه‏

فأبصرَ الوردُ فتنته‏

وأسقطَ عنه ضعف بصيرتهم‏

الوطن يا أخي..‏

أسمى من أن يدمع من خائن لا يفتأ يركب مطية الخيانة‏

الوطن يا أخي..‏

أنقى من أن يدنَّس بدم فاسد‏

هرب التراب من جوف حفر قبورهم‏

الوطن يا أخي.. يا أخي‏

الوطن باقٍ.. ونحن جميعاً‏

راحلون..‏

 «2»‏

إلى الشهيد‏

منكَ تستمدُّ الشمسُ ضوءَها.. فانهضْ وارتَقِبْ‏

تظهر.. فيرتعشون‏

تمشي.. فينقبضون‏

بِنوركَ تَستضيءُ أمّتُكَ.. فلا تحتجبْ‏

بدَمِكَ تروي الأرضَ سَلاما‏

بدمكَ تَخضرُّ البَيْدَ بَساتينا‏

فاستعدْ حُلمكَ وابنِهِ وانتصبْ‏

قامتُكَ تَطالُ السماءَ بعنفوان‏

هامتُكَ تمتدُّ على مساحةِ الأوطان‏

فانتثر كالمطر حَبّاتٍ مِنْ سَلامٍ ينفرط‏

برحيلكَ رويتَ قصةً لا تموت‏

بشهيقكَ الأخير أحييتَ الحياةَ بصوتْ‏

وبزفرةِ الشَّهادة عتَّقتَ روحَكَ مِنْعةً مِنْ مَوتْ‏

فانهضْ إنكَ جاورتَ السَّماء بطلَّتِك‏

أنتَ الشهيدُ الحيُّ بيننا‏

حَيّاك الله فما عُمركَ سطرٌ يزولُ‏

ولا شهادتُكَ كلمةٌ تُمحى‏

في السَّماء كُتِبَ اسمُكَ حَيّاً تُرزَقُ‏

أبكيتَ التُّرابَ الذي ضَمّكَ فتَطهّرَ‏

رَحُبَ الفضاءُ بكَ فـَطِرْ وتَحرّر‏

مِنْ قيودِ الطينِ لنورٍ سَرمديّ‏

من ارتعاشِ اليأسِ لحلمٍ أبديّ‏

قُمْ فَعانِقِ الأنبياءَ..‏

وارتدِ الحريرَ المُطرَّز.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية