|
الملحق الثقافي كان في العشرين من عمره، حين أنشأ أول جريدة بعنوان «الأصمعي»، تحدى بها السلطة العثمانية، ولكنها أغلقت سريعاً. تابع نشاطه، وأسس جمعية إصلاحية مع عدد من زملائه، هدفها مناهضة السلطة العثمانية، والمطالبة بالاستقلال عنها. سافر إلى بيروت لمتابعة تعليمه، فدرس اللغة الفرنسية، وعين أستاذاً لمادتي التاريخ والأدب العربي في «اللاييك». ومن ثم عاد إلى دمشق، مع نشوب الحرب العالمية الأولى. سافر إلى الحجاز، لما عرف عن شريفها حسين من إعداده واستعداده للثورة على العثمانيين. وعاد من جديد أثناء الحرب العالمية الأولى، وفتح جريدة «لسان العرب»، فأقفلتها السلطات العثمانية. وناور فيما بعد وأصدر جريدة «المفيد»، التي أقفلت أيضاً. مع دخول قوات الاحتلال الفرنسي سورية، حكم عليه مع عدد كبير من المثقفين والسياسيين بالإعدام، ففر إلى فلسطين، ثم ذهب إلى مصر، ومن ثم إلى الحجاز، حيث انتدبه الشريف حسين لمساعدة ابنه عبد الله أمير شرقي الأردن. وتابع جولته بشكل معاكس، لينتهي به المطاف في عمان. وهناك سمي مفتشاً عاماً للمعارف، وبعدها تسلم منصب رئيس ديوان رئاسة الحكومة، وبقي هكذا حتى عام 1923. في عام 1925 عفت عنه السلطات الفرنسية وأوقفت حكم الإعدام. ترك الأردن متوجهاً إلى مصر واستقر فيها. أعاد الفرنسيون إصدار حكم الإعدام بحقه، بسبب قصيدة أدان فيها قمع الفرنسيين للثورة السورية الكبرى. زار الحجاز بدعوة من الملك عبد العزيز. وانتقل بعدها إلى القدس، وأصدر جريدة يومية بعنوان «الحياة»، أوقفتها السلطات البريطانية. إلا أن هذا لم يمنعه من إعادة إصدار جريدة جديدة بعنوان «يافا»، لم تستمر أيضاً. عينه الأمير فيصل بن عبد العزيز مستشاراً للوكالة العربية السعودية في مصر. شارك في المداولات التي سبقت تأسيس جامعة الدول العربية، وكان من الموقعين على تأسيسها. تسلم عدة مناصب لدى المملكة العربية السعودية: وزير مفوض، سفير، مندوب، إلى أن ألم به المرض عام 1963. استقر في بيروت حتى وفاته عام 1976. ألف الزركلي عدداً من الكتب، أهمها: «الأعلام» في ثمانية أجزاء، عامان في عمان، ماجدولين والشاعر، ما رأيت وما سمعت، مؤتمر فلسطين العربي، ديوان الزركلي. |
|