تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حتى لا تتكرر مأساة النكبة!!

شؤون سياسية
الخميس 14-5-2009م
أحمد حمادة

في ذكرى النكبة، يتذكر العرب والفلسطينيون خاصة آلاف الصور المأساوية التي تعيد إلى الأذهان مشاهد اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها في شتى أنحاء العالم وما رافق كل ذلك من سياسات قتل وارهاب ومجازر بشعة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً،

وفي المقابل يحتفل الغزاة الصهاينة بما يسمونه قيام كيانهم ونشوء هوية اسرائيلية مزعومة لا يزال هذا الكيان العنصري يفتقدها ويزيف الوقائع والحقائق والتاريخ والجغرافيا لاختراعها رغم احتفالاته «الخلبية» بالنصر المزعوم.‏

ففي كل يوم يشعر حكام هذا الكيان ومؤرخوه ومستوطنوه بأنهم يعيشون في كيان مصطنع لاهوية ولا حدود ولا سيادة ولا خرائط له، ويعبرون عن ذلك في تصريحاتهم وكتاباتهم ووثائقهم ويعملون ليل نهار لقلب هذه المعادلة بطرق شتى.‏

فمن محاولات طمس هوية الشعب الفلسطيني إلى السعي الحثيث لايجاد أي إشارة تاريخية أو جغرافية تدل على وجود لليهود في فلسطين التاريخية مروراً بتشغيل ماكينة الدعاية لتسويق مسلسل الأساطير التي تبرر وجود الكيان الاسرائيلي وتدعو إلى إنشاء « الدولة اليهودية الخالصة» وطرد كل العرب من داخلها.‏

ومن هزيمة إلى أخرى يمر كيانهم يومياً بدءاً من جنوب لبنان إلى غزة مع كثير من التشاؤم الذي أصبح يخيم على مستوطنيه الذين يشعرون بفقدان الهوية والثقافة الموحدة والانتماء الحضاري إلى شعب معين أو دولة بذاتها.‏

ولهذا نرى هذا الكيان يتخبط في ذكرى النكبة بأزمات عاصفة وكل السنوات التي حاول خلالها ترسيخ الواقع الذي خلفته النكبة ذهبت أدراج الرياح لأنه قام على العنصرية والتوسع والاحتلال والقتل والارهاب، وما نراه اليوم على يد المتطرف نتنياهو وطاقمه العنصري يشهد على أن هذا الكيان المأزوم لا يزال يصر على ارتكاب المزيد من الجرائم في الأراضي العربية المحتلة عبر نكبات جديدة بحق الشعب الفلسطيني، وما خرائطه وخططه وتصريحاته إلا الدليل الصارخ على ذلك، فهل يتنبه العرب في ذكرى النكبة إلى مخاطر المرحلة لمحو آثار العقود الماضية وعدم السماح بتكرار مأساة النكبة من جديد ؟. ahmadh@ ureach.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية