|
شؤون سياسية وللوصول إلى هذه الغاية تلجأ إسرائيل اليوم إلى هدم أحياء بكاملها بغية تحويل المدينة المقدسة إلى مدرسة يهودية، كما هو واضح من تنفيذ المخطط الصهيوني الهادف إلى إفراغ القدس الشرقية من سكانها العرب حتى عام 2020م. وكشفت وثيقة أوروبية سرية سربتها الحركة الإسرائيلية المناهضة لهدم البيوت في الآونة الأخيرة أن إسرائيل سرعت خططها لتنفيذ عملية الضم غير القانوني للقدس الشرقية المحتلة بدءاً بهدم المنازل وممارسة سياسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين مروراً بالتوسع الاستيطاني غير المشروع وصولاً إلى استكمال جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة ما يقوض فرص تحقيق السلام، فالاستيطان والتهويد والترحيل باتت والعناوين العملية لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، حيث لا قيمة لديها لأي مشاريع تسوية أو لأي اتفاقات موقعة من أوسلو حتى أنابوليس، فليس في قاموسها سوى مواصلة الاحتلال والتمسك وإقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين، تزامنت الوثيقة السرية الأوروبية مع تقرير صادر عن الحركة الإسرائيلية المناهضة لهدم البيوت يشير إلى أن إسرائيل هدمت منذ عام 1967 وحتى الآن نحو 45 ألف منزل عربي. وكشفت الحركة أن إسرائيل هدمت 23535 منزلاً فلسطينياً استناداً إلى معلومات جمعتها من وزارة الداخلية في الكيان الإسرائيلي وبلدية القدس والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عالمية كالعفو الدولية وهيومان رايتس وتش، وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني قد سلمت خلال شباط الماضي المواطنين الفلسطينيين في المدينة المقدسة 400 إنذار بهدم منازلهم منها 88 منزلاً في حي البستان و32 منزلاً في منطقة العباسية و62 منزلاً في حي السهل في الطور و55 منزلاً في رأس خميس في مخيم شعفاط، بالإضافة إلى قضية الشيخ جراح التي يدعي المستوطنون اليهود ملكيتهم للأراضي المقامة عليها 29 وحدة سكنية استيطانية. ولإضفاء الصبغة اليهودية على المدينة المقدسة تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء أحياء يهودية جديدة في مدينة القدس الشرقية ومحيطها . ففي السابع والعشرين من نيسان الماضي بدأت البلدية الإسرائيلية لمدينة القدس المحتلة ببناء حي سكني جديد في قلب حي عرب السواحرة جنوب القدس الشرقية، وذكرت صحيفة هآرتس الصهيونية أن مخطط البناء يشمل إقامة ثلاثة أبراج سكنية تضم نحو 66 وحدة سكنية لإسكان يهود متدينين من أنصار التيار الديني القومي المتشدد. وزعمت الصحيفة أن إقرار مخطط البناء كان قد تم قبل تسعة أعوام حين كان رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت رئيساً للبلدية ويشجع على الاستيطان في الأحياء العربية، ووفق حركة السلام الآن التي ترصد النشاط الاستيطاني في الأرض المحتلة عام 1967 فإن الغاية من أعمال البناء المتسارعة في المدينة المقدسة تأتي استكمالاً لحزام الأحياء اليهودية التي تحيط بالجزء الشرقي من القدس ، وأشارت الحركة إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني أقامت منذ احتلال المدينة قبل 41 عاماً 12 حياً استيطانياً حول القدس الشرقية، وعلى الرغم من الاحتجاجات العربية والدولية على المخطط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة فإن سلطات الاحتلال تصر على السير قدماً في مشاريعه الاستيطانية وفصل الضفة الغربية عن بعضها بكانتونات شبيهة بالمعازل التي كانت تحدث في جنوب إفريقيا. وفي هذا الإطار قرر وزير الداخلية في الكيان الصهيوني إيلي يشاي تبني توصيات اللجنة الخاصة المنبثقة عن وزارته تضم مستوطنة كيدار و12 ألف دونم تحيط بها إلى مستوطنة معاليه أدونيم حيث يترتب عن تطبيق هذا المشروع الاستيطاني قضم مساحات كبيرة من أراضي الفلسطينيين وتوسيع جدار الفصل العنصري وقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها وعزل القدس الشرقية تماماً عن باقي محافظات الضفة. |
|