تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السلام ليس بلا ثمن

أخبار
الخميس 14-5-2009م
محمد علي بوظة

لم يوضح الإرهابي بنيامين نتنياهو وهو ينظّر على العالم ، عن رؤية حكومته اليمينية المتطرفة ، لمفهوم السلام والأمن والازدهار في المنطقة ، كيفية الوصول الى ذلك ووفق أية صيغ يتحقق هذا الثالوث ،

والذي يتعمد المتلطي وراءه التجاهل بخبث حقوقا سلبها كيانه العنصري بالقوة من أصحابها ، ويسقطها من الحسابات الصهيونية لمصلحة تثبيت الاحتلال وإكسابه المشروعية القانونية ، وصولا إلى (يهودية الدولة) المطلوب من العرب والفلسطينيين الإقرار بها دون مقابل .‏

وبمنطق اللصوص وقطاع الطرق يحاول نتنياهو عبثا تحريف الصراع ، وتصويره خارج إطاره الحقيقي المعروف ، والمتمثل بالاحتلال لفلسطين وأجزاء أخرى من الأراضي العربية ، آملاً في تحقيق اختراق يغرق المنطقة بمعارك جانبية ، تشاغل الأمة وتستنزف قدراتها وتلهيها عن مواجهة التحدي الأساسي والمصيري ، بما يشكل إراحة للطرف الصهيوني الذي شكل ولا يزال العقبة الكأداء ، وعقدة الاستعصاء الرئيسة في وجه الحل وانجاز التسوية بمفهوميها العدل والشمول .‏

لقد جاهرت الحكومة الصهيونية الحالية بتركيبتها السياسية المختلفة ودون مواربة بعدائها السافر للسلام ، وللرأس فيها أسبقيات اعتمدت وتعتمد فرض سياسة الاحتلال والأمر الواقع ، وجدلية السلام مقابل السلام ، دون التزام من أي نوع من جانب (إسرائيل) ، يرتب عليها استحقاقات ترفضها بالمطلق ،نصت عليها صراحة قرارات الشرعية الدولية ، تتصل بالانسحاب وبمبدأ حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، ما زالت تمثل المرجعية والثمن الذي لا بد منه ، ولا مناص من دفعه لتحقيق معادلة السلام .‏

والحقيقة التي يحاول حكام تل أبيب الجدد القفز فوقها ، وبخاصة من يستحضر منهم اليوم لغة الحرب ويقرع طبولها : أن السلام ليس بلا ثمن ولا يمكن له أن يتوافق أو يتلاقى مع العدوان والاحتلال ، وان المكابرة والعناد والتحدي وركوب الرأس ، ومنطق الترهيب والترغيب والتلويح بالقوة ، سياسات غبية وحمقاء لن تفيد ، ونظرياتها ساقطة وأعجز من أن تحقق شيئا ، أو تفضي إلى استسلام هذه الأمة التي طال صبرها ، وتكاد تستنفد كل الخيارات ، لمصلحة تغليب الخيار الوحيد المتبقي ، من اجل انتزاع حقوقها واسترداد أرضها ومقدساتها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية