تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دود الخل

معاً على الطريق
الخميس 14-5-2009م
عبد النبي حجازي

قلة الحيلة وانعدام الوسيلة/ ارتفاع الأسعار وانخفاض الرواتب/ ندرة الموسرين وكثرة الفقراء/الخلل في فرص جمع الثروة/ التحايل على القوانين

كما تتحايل الأسرة على قانون السير بتوزيع نقاط(المخالفات) الغيابية على جميع أفرادها من حملة إجازة السوق أو على واحد منهم يتحمل أعباء(إعادة التأهيل) كصلاة الجنازة (فرض كفاية) إذا قام بها نفر من المسلمين سقطت عن الجميع/ سقوط الضحايا يوميا بالعشرات في العراق وفلسطين وباكستان/ وفي باكستان اختلال الأوضاع الأمنية والاجتماعية منذ قيام مشرِّف بانقلابه العسكري، أما نظرة بعض المحللين في أن أمريكا (تدوِّخ الباكستان- 150 مليون نسمة) لتغزوها فهي سطحية لأن غزوها يشكل عبئا ثقيلا على أمريكا هي بغنى عنه من جهة, وأن قذائف طائراتها تقصف ما طاب لها من (الإرهابيين) أنى شاءت ومتى شاءت من جهة أخرى/ تصدي طالبان للجيش السوفييتي(الكافر) والرجوع بالشعب الأفغاني إلى عصور الظلام بتفصيل إسلام زمّيت خاص بهم واندحارهم أمام أمريكا التي قلبت لهم ظهر المجن ودمرت أفغانستان ولاتزال تسعى للإجهاز عليها/ غزو العراق وتدمير شعبه منذ لوح صدام ببندقيته على صهوة جواده معتمرا قبعة رعاة البقر(الكاوبوي) وهو يترجح كالنواس بين أمريكا وأعدائها ويناصب سورية العداء, ويشن حربا على إيران, ويغزو الكويت, ويطأطئ برأسه أمام (عاصفة الصحراء) ويمني شعبه-من حيث لا يشعر- بالجوع والمرض والقهر، فيبرز عدد من العملاء والنصابين/ محاولة إسرائيل غزو لبنان لولا المقاومة الوطنية التي قادها حزب الله/ الحرب على غزة وحصارها وقطع الإمدادات عنها وتطويق حماس وترحيل المقدسيين من دورهم والمباشرة بالاعتداء على المسجد الأقصى ومحاولة تدميره وقبلها اغتصاب فلسطين من حضن الأمة العربية/ انتشار الفقر والأمراض والأوبئة في معظم بلدان إفريقيا/ الاضطرابات والجوع والمرض والتشرد في الصومال.. وبالمقابل طغيان أمريكا وسيطرتها المطلقة على العالم/ انقضاض الاستعمار الغربي على مخلفات( الرجل المريض) الخلافة العثمانية/ الغزو الإمبريالي (الاقتصادي) / سيطرة الدولار على العالم.‏

ثمة قاعدة علمية تقول: (لا يصير الخل خلا بلا دود) تعرفها ربات البيوت قبل أن تعرفها معامل المواد الغذائية, ومن أبرع ما لهج به اللسان الشعبي هو المثل القائل( دود الخل منه وفيه) الذي هو بالمقياس البلاغي(كناية) عن أن الفساد ينطلق في دولة أو قبيلة أو أمة من ذاتها أي من نفر من أبنائها/ العالم ينقسم إلى شمال يبرز مخالبه وأنيابه للوثوب, وجنوب تُنتهب خيراته وتفيض على غير أصحابها على حد قول الشاعر:‏

كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول.‏

والآن تعالوا نطرح على أنفسنا هذا السؤال: أليست قوة المعتدي كبر أم صغر في ضعف المعتدى عليه كبر أم صغر؟ وهل ننسى أن هولندا(16 مليون نسمة) مثلا استعمرت بلادا مساحتها وعدد سكانها أضعاف مساحة أرضها وعدد سكانها كأندونيسيا (237.5) مليون نسمة؟ فلماذا نتهم (الآخرين) ونحن الأولى بالتهمة؟ وما دام الخل من أبرز ما يقدم على الموائد باعتباره مادة غذائية مهمة فإن الدود قائم ما دامت الموائد قائمة.‏

anhijazi@Gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية