|
رؤية نبوح بكل شيء لأنفسنا، وان تلفظنا علنا ببعض الكلمات التي تدل على قناعتنا نشعر وكأننا هدمنا جبالا.. ونعود للتقوقع.. ! كثيراً ماتثقلنا تلك الأفكار التي تعبث بأذهاننا ولا نستطيع ضبطها كي يحلو للبعض رؤيتها، نحاول تدجينها، تهذيبها، تركلنا غير آسفة أنها علقت بنا، وتغادرنا سريعا.. تريد من يستحقها ويدافع عنها.. لم تحب الضعفاء يوما.. ولكن تراها تدرك أنها حين تغادرنا اي مصير يتلقفها؟ حين نجتمع معا.. فجأة تتلاشى تلك الأفكار التي تتعبنا وحدها دون جهد زائد.. قد تفلت كلمة هنا وأخرى هناك.. لكنها تبقى غير مفهومة ضمن السياق الذي انقلبنا للتحدث ضمنه.. ! نهشها.. كأننا نبعد ذبابة مزعجة..! هي الأخرى حينها لاتتصارع معنا.. تهرب.. تنكفئ.. تستغرب وتستهزئ بنا.. ! إلى هذا الحد لانستحق تلك الأفكار التي تعبنا طويلا حتى حصلنا عليها.. وننقلب عليها فجأة.. لنكسب الجولة.. أي مواعظ وأي حكم.. وأي أفكار تلك التي ما إن نجتمع حتى نرطن بها وكأننا نتقن لغة جماعية.. تسهل علينا مكاسب جولات آنية.. نتقن تلك اللغة الهشة.. وكأنها اللغة الخفية أو كلمة السر الحقيقية التي يفترض بنا تداولها.. نزاود.. نتقنع ونحكم القناع.. وكأننا لانعرف بعضنا البعض جيدا.. وكأننا لم نختبر معا سنوات الازدواجية كلها.. وكأننا لم نختبر كل هذا الزيف حتى غرقنا فيه ويصعب انتشالنا منه.. |
|