تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لغـــة خفيـــة

رؤية
الاثنين 2-3-2015
سعاد زاهر

ربما نعرف جيدا ما يجري.. وسابقا عرفنا أيضا.. !

نبوح بكل شيء لأنفسنا، وان تلفظنا علنا ببعض الكلمات التي تدل على قناعتنا نشعر وكأننا هدمنا جبالا.. ونعود للتقوقع.. !‏

كثيراً ماتثقلنا تلك الأفكار التي تعبث بأذهاننا ولا نستطيع ضبطها كي يحلو للبعض رؤيتها، نحاول تدجينها، تهذيبها، تركلنا غير آسفة أنها علقت بنا، وتغادرنا سريعا..‏

تريد من يستحقها ويدافع عنها.. لم تحب الضعفاء يوما..‏

ولكن تراها تدرك أنها حين تغادرنا اي مصير يتلقفها؟‏

حين نجتمع معا.. فجأة تتلاشى تلك الأفكار التي تتعبنا وحدها دون جهد زائد.. قد تفلت كلمة هنا وأخرى هناك.. لكنها تبقى غير مفهومة ضمن السياق الذي انقلبنا للتحدث ضمنه.. !‏

نهشها.. كأننا نبعد ذبابة مزعجة..!‏

هي الأخرى حينها لاتتصارع معنا.. تهرب.. تنكفئ.. تستغرب وتستهزئ بنا.. !‏

إلى هذا الحد لانستحق تلك الأفكار التي تعبنا طويلا حتى حصلنا عليها.. وننقلب عليها فجأة..‏

لنكسب الجولة..‏

أي مواعظ وأي حكم.. وأي أفكار تلك التي ما إن نجتمع حتى نرطن بها وكأننا نتقن لغة جماعية.. تسهل علينا مكاسب جولات آنية..‏

نتقن تلك اللغة الهشة.. وكأنها اللغة الخفية أو كلمة السر الحقيقية التي يفترض بنا تداولها..‏

نزاود.. نتقنع ونحكم القناع.. وكأننا لانعرف بعضنا البعض جيدا.. وكأننا لم نختبر معا سنوات الازدواجية كلها.. وكأننا لم نختبر كل هذا الزيف حتى غرقنا فيه ويصعب انتشالنا منه..‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية