تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرقابة التموينية من جديد!!

حديث الناس
الإثنين 2-3-2015
اسماعيل جرادات

على ما يبدو إن التهديد والوعيد اللذين أطلقهما وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قبل فترة لم يجديا نفعاً مع التجار والباعة فيما يخص إعادة النظر بارتفاع الأسعار،

وهذا ينسحب أيضاً على ما أكده رئيس الحكومة عندما قال: لا حجة للتجار بربط أسعار المواد بسعر صرف الليرة لأن المواد متكدسة ومتوافرة في مستودعاتهم وليس لها علاقة بارتفاع أسعار الصرف حيث دعا وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى التشدد في مراقبة الأسعار وحركة الأسواق ومحاسبة المتلاعبين بقوت الناس بالتعاون مع وزارتي الداخلية والعدل، ولكن لا حياة لمن تنادي.‏

ونحن هنا نقول : المواطن عندما استمع إلى هذه التصريحات استبشر خيراً بعد أن ملَّ انتظار المنقذ لحالة الاستغلال في الأسواق ولاسيما إذا ما علمنا أن الوضع المعيشي بالنسبة له أي - المواطن - أولوية، وهذه الأولية يراها تحتاج إلى اتخاذ قرارات حازمة وصارمة من الجهات المعنية. وخاصة أن أسعار المواد الاستهلاكية والتموينية والغذائية وكذلك أجور النقل باتت تشكل عبئاً ثقيلاً عليه، وذلك في ظل ارتفاع جميع أسعار المواد.‏

صحيح أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد هددت وتوعدت ووجهت جميع الفعاليات الاقتصادية في المحافظات، بالسعي إلى تخفيض أسعارها، بما يناسب الانخفاض المحدد لمادة المازوت، وإمكانية توفيرها للمواطنين بالجودة المناسبة والسعر المعقول، لكن كل ذلك لم يجدِ نفعاً لأن بعض التجار باعتقادنا هم أقوى فاعلية من التموين وأجهزته الرقابية التي لم نلحظ لها أي بصمات على أرض الواقع.‏

وأمام هذا الواقع أصبح المواطن في حالة ترقب آملاً إيجاد منقذ لمعالجة الاستغلال الذي يمارس عليه من الفعاليات التجارية في الأسواق وكذلك من أصحاب السرافيس وسيارات الأجرة، وبرأي الأغلبية العظمى من المواطنين يجدون أن جزءاً كبيراً من الحل يتوقف على مدى اهتمام الحكومة في متابعتها لشؤون المواطنين، هذه المتابعة ما زالت قاصرة وعديمة الجدوى، بمعنى أنها ما زالت تعتمد فقط على استصدار التعليمات والتعاميم التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به.‏

ونحن هنا نقول : يا سادة: الناس ينظرون إليكم على أنكم المنقذ من جشع التجار الذين لا ضمير ولا أخلاق عندهم ، فلا تخيبوا أملهم بكم ، مسألة متابعة السوق لا تحتاج للعصا السحرية، أو لفانوس «علاء الدين»، هي بحاجة لإرادة قوية لدى المسؤول، هذه الإرادة يفترض بها أن تضرب بيد من حديد بحق كل متلاعب بقوت الناس خاصة أولئك الذين يضعون ارتفاع سعر صرف الدولار سبباً في ارتفاع الأسعار مع العلم أن مخازنهم ممتلئة بالمواد التموينية حسب ما أشار إليه رئيس الحكومة.‏

أخيراً هل نشهد خلال القادم من الأيام وضع حد للغلاء الذي يسيطر على أسواقنا . . هي أمنية هل تتحقق . . ؟‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية