تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رغم أنوف شياطينهم ..!

على الملأ
الإثنين 2-3-2015
علي محمود جديد

كان خبراً مُفرحاً بحق أنَّ ( سار ) قد استأنفت إنتاجها بشكل أو بآخر لتتحدّى بذلك الخراب والدّمار الذي حلّ بأرض الشركة بعد أن ضرب الإرهاب أطنابه فيها تموضعاً وتحطيماً.

وسار - كما يعرف الكثيرون - هو المنتج الأساسي للشركة العامة لصناعة المنظفات الكيميائية الحكومية، التابعة للمؤسسة العامة للصناعات الكيميائية في وزارة الصناعة، وهذا المنتج هو سلعة منظفات بامتياز، أحبّها الناس وراجت في الأسواق بقوّة، لأنها صناعة متقنة وغير مشبوهة إطلاقاً، هي مثال لأفضل سلع المنظفات وأقلّها سعراً في السوق السورية استيراداً وإنتاجاً محلياً لا تُضاهيها سلعة منظفات أخرى حيث تمتاز برائحتها الأخّاذة وقدرتها على التنظيف بشكل كبير وضمان عدم التلاعب بأوزانها وحجمها، فنالت ثقة المستهلكين، والجميع يعرف أنَّ المنتِج ( بكسر التاء ) النزيه هنا لا يعرف الاستغلال ولا الغش، فهذه شؤون ليست في حساباته.‏

ونذكر جيداً أنَّ شركة القطاع العام هذه استطاعت أن تُرسّخ في الأذهان أسماء منتجاتها بشكل لافت، فإلى جانب ( سار ) ظهر منتج آخر وهو سائل للجلي باسم ( لودالين ) وقد اكتسح السوق بقوّة، وقفز فوق السوائل الشبيهة كلها، والناس يزدادون به إعجاباً وطلباً، لدرجة أن المدير العام الأسبق للشركة قال لي مرة في تسعينات القرن الماضي بأن العديد من أصحاب الورش الصغيرة يقومون بشراء كميات كبيرة من سائل الجلي اللودالين، ويقومون بتمديده وتلوينه وإفراغه في عبوات صغيرة ليباع على أنه شامبو لغسيل الرأس والجسد، نظراً لنقاء المادّة التي تستخدمها الشركة، وجودتها العالية، وأبرَزَ لنا وقتها الوثائق التي تؤكد قيام الشركة بضبط هذه المخالفة، وأمام جودة هذه المادة استطاعت أن تمنح اسمها دون أن تتقصّد ذلك إلى جميع الماركات الأخرى، فحتى الآن لا يزال الكثير من المواطنين يطلقون اسم لودالين على أي سائل جلي آخر، رغم اختفاء عبوات لودالين من الأسواق، حتى الكثير من الأطفال يعرفون أنَّ اللودالين يعني وحده سائل الجلي، متناسين أسماء جميع الماركات الأخرى ليثبتوا دون أن يتعمّدوا تلك المكانة الكبيرة التي استطاعت الشركة العامة لصناعة المنظفات أن تحتلها في هذا المجال، وكم كانت حريصة على الثقة والأمانة في التعاطي مع المستهلكين..؟‏

مثل هذه الشركة الناجحة والمتألّقة كان من الطبيعي أن تكون هدفاً ثميناً لأولئك البجم من الإرهابيين الذين يحاولون تدمير سورية، واستطاعوا تحطيم هذه الشركة، غير أن ظهور إنتاجها من مكانٍ آخر اليوم، وإصرارها على طرح موادها من جديد بسواعد من تبقّى من عمالها ومهندسيها وفنييها، يؤكد لأولئك الإرهابيين، ولأسيادهم الذين يسوقونهم كالعميان إلى الهلاك، بأن سورية بمختلف معطياتها وأسسها وقلاعها ستبقى عصية عليهم، ولا تنازل ولا تراجع، ولا حتى توقف عن العمل والإنتاج على الرغم من أنوف شياطينهم .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية