تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هذه أولوياتهم!!

البقعة الساخنة
الإثنين 2-3-2015
أحمد حمادة

يعترف رئيس الاستخبارات الأميركية جيمس كلاير بأن محاربة تنظيم داعش الإرهابي لاتشكل أولوية لتركيا وأن هذه الأخيرة تسهل عبور المتطرفين الأجانب إلى سورية ،

ويقر كلاير أيضاً خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي بأن نظام أردوغان أرسى أجواء متساهلةجداً لتحقيق هذه الغاية وخصوصاً على المستوى القانوني.‏

أما مافات رئيس الاستخبارات الأميركية أو تجاهله عمداً فهو أن محاربة التنظيم لاتشكل أولوية لأميركا أيضاً ولاستخباراتها،لأن بلاده لاتريد محاربة الإرهاب بل تحقيق أجنداتها ومصالحها ومصالح الكيان الإسرائيلي باسم مكافحة الإرهاب.‏

وإذا كان كلاير يمتلك الشجاعة ليعترف بدور تركيا بدعم الإرهاب فهو في الوقت ذاته لايمتلكها لأنه يعتم على دور بلاده السلبي في تأسيس المنظمات الإرهابية وتسهيل حركتها ونشر الفوضى الهدامة في طول المنطقة وعرضها.‏

ومثل هذا الكلام ليس مصدره التنبؤات أو الرجم بالغيب أو حتى الرغبة بشيطنة أميركا بل هو حقيقة تؤكدها الحقائق والوقائع على الأرض ، فلو كانت الولايات المتحدة تريد القضاء على التنظيمات الإرهابية حقاً لقامت بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بهذا الخصوص وامتنعت عن تمويل المسلحين وتسليحهم وساهمت بتجفيف منابع الإرهاب وتفكيك بيئاته الحاضنة بدلاً من دعمها وتشجيعها.‏

ولو أرادت فعلاً محاربة الإرهابيين لقضت عليهم بقصف طائراتها التي تجوب سماء العراق وسورية منذ عدة أشهر دون نتيجة تذكر، بل وتفعل الأشياء المعاكسة تماماً مثل رمي حاويات الأسلحة وصناديق الإغاثة لهؤلاء بحجة رميها عن طريق الخطأ فمن يصدق أميركا بعد كل هذا؟!.‏

ahmadh@ureach.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية