|
حدث وتعليق وأراد حاكم البيت الأبيض إدخال السعادة إلى قلب محمد بن سلمان، وجهز له العرض ومكانه وشخصياته الرئيسية والثانوية، ممهداً عودة أبيه وأسرته وكرسيه إلى الدرعية مسقط رأس أجداده، بعد أن هاجوا وماجوا ولم يتركوا دولة عربية أو إسلامية بحالها، وظنوا أن الدنيا ملك لهم. فبين عشية وضحاها وفي ليلة استثنائية، اتجهت الأنظار نحو المملكة السعودية، لتترقب ما يحدث في مضارب رعاة الإبل وما ينتظرهم، على خلفية قرارات وصفت «بعاصفة الأمراء» نتيجة اعتقالات لوزراء ومسؤولين وورثة ومتزعمين من العائلة الحاكمة، فخيوط الأزمة تزداد تشابكاً وبات المشهد يكتنفه الغموض والأسئلة، عما إذا كان الأشخاص الذين يقبعون في مجمع ريتز كارلتون الفندقي هم مسؤولون ووزراء وأثرياء فعلاً، ورجال أعمال وأمراء أم مجرد أناس عاديين من الرعية المغلوب على أمرهم والمنتهكة حقوقهم. آل سعود لم يتوانوا لحظة واحدة عن دعم الإرهاب في المنطقة، وأنتجوا أزمة كبيرة ومتشعبة، كانت القاعدة لحرب إرهابية شنت على السوريين الذين دفعوا ثمنها أرواحاً ودماءً، ومن الطبيعي أن يصل البلّ إلى ذقونهم، بعد أن أغرقوا الشرق بأكمله بالفوضى والاقتتال والصراع والفتن، وبالتالي فالمسرحية التي جهزها لهم ترامب، تفتح الأبواب على مصراعيها إلى سيناريوهات مرعبة بشأن المنطقة، ولاسيما أن قرارات كبيرة وضعت بيد مراهق أرعن يدعى بن سلمان، وكوميديا العاصفة التي أعدت له، سوف تلفه وتأخذه معها. بالنتيجة البقاء للأقوى، وسورية من الأطراف التي عجنتها سنوات الحرب، وهي اليوم تنتقل من انتصار إلى آخر، وتحقق تحولات مفصلية، تنهي عبرها مرتزقة داعش ذوي المنشأ السعودي، وهو ما سيحقق لها مكانة كبيرة في الأوساط الدولية التي تعرف واشنطن على حقيقتها، وتعرف أنها نصبت فخها للإجهاز على مملكة الوهابية وتفريغ خزنتهم المالية، في الوقت الذي يتناحر فيه أبناؤها على العرش بزرّ التحكم الأميركي. |
|