ضغط المدن يهدد التنمية والصحة
مجتمع الأربعاء 30-6-2010م لينا ديوب بينما يركز العاملون على التنمية وقضايا السكان على التوزيع المتوازن للناس بين المدن والريف، لتفادي المشكلات والتحديات الناجمة عن اختلال التوزع كالهجرة الداخلية
والتي ينجم عنها مناطق سكن عشوائي فيه اكتظاظ سكاني عالِ يقتقد الى التنظيم والخدمات، يرتفع صوت منظمة الصحة العالمية محذرة من العيش في المدن من خلال حملة توعية بالتهديدات التي يطرحها العيش في المدينة على صحة الإنسان، فيما بات أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المدن. واذا كانت المنظمة قد أكدت أن أعلى نسبة للوفيات تقع في المدن الفقيرة من جراء الإصابة بالأمراض السارية بسبب النفايات والحيوانات السائبة او بسبب الكوارث والحروب والأعمال الإرهابية . فان دراسة واسعة أجرتها مجموعة من الأساتذة الجامعيين والخبراء وشملت قياس التلوث الهوائي في أغلبية المدن السورية مقارنة مع المقاييس العالمية والمساحات الدولية الخاصة بالتلوث الهوائي قد بينت انتشار التلوث بنسب كبيرة ما يعني تزايد التهاب الشعب الهوائية، والانتفاخ الرئوي، إضافة إلى انخفاض معنوي في السعة الحيوية القسرية والحجم الزفيري القسري والتدفق الزفيري القسري، وزيادة معدل الأزمات القلبية، وأهم مخاطر تلك العوالق هي خفض العمر المتوقع بمعدل 2 إلى 3 سنوات، وبمعدل قد يصل إلى 14 عاماً في المناطق المحيطة بمحطات الطاقة التي تعمل بالفيول والفحم الحجري. ففي هذه الدراسة تبين أن حلب هي الأكثر تلوثاً، وبعدها دمشق وتليها دير الزور ثم طرطوس وفي المرتبة قبل الأخيرة جاءت حمص وفي الختام السويداء . وبالعودة الى تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تلوث المدن فقد ذكرت أن الملاريا لازالت تهدد40 بالمائة من سكان العالم فهي تصيب أكثر من 500 مليون نسمة وتودي بحياة أكثر من مليون نسمة كل عام." وتشجع المنظمة المسؤولين في البلديات والجمعيات وممثلي المجموعات والمواطن العادي على المشاركة في حملة "ألف مدينة ألف حياة: لصحة المدن من خلال اتخاذ مبادرات هذا العام لتحسين حياة السكان في مدنهم. وأعلنت حوالى 700 مدينة من هافانا في كوبا إلى بتريفاندروم في الهند مروراً بوهران في الجزائر عن تحركات في إطار هذه الحملة. واعتبرت لوري سلوت وهي واحدة من الذين يقفون وراء فكرة هذه الحملة في منظمة الصحة العالمية "إننا في لحظة مفصلية"، وذكرت انه منذ العام 2007 يعيش أكثر من نصف سكان الأرض، أي أكثر من ثلاثة مليارات نسمة في المدن. وأضافت سلوت انه "من المهم أن نتحرك الآن" وان هذه الحملة تهدف إلى "حشد المدن ولفت النظر إلى دور المسؤولين في البلديات في إيجاد حل للمشاكل الصحية". وتدعو المنظمة مثلا إلى منع مرور السيارات في بعض الشوارع للتشجيع على التنقل مشيا على الأقدام أو على الدراجات الهوائية والى إطلاق حملات تنظيف للاماكن العامة والى تشجيع زيارة الأيتام أو المرضى في المستشفيات. وأوضحت سلوت إن الصحة في المدن باتت تمثل الآن "تهديدا ثلاثي الأبعاد، أولا بفعل الأمراض المعدية" كالإسهال الناتج عن العيش في مكان غير صحي "لاسيما في الأماكن التي تفتقر لإمدادات المياه وشبكة الصرف الصحي". من جهة أخرى هناك أمراض غير معدية كالسرطانات وأمراض القلب والشرايين ومرض السكري التي "تزداد سوءا" بسبب نمط العيش في المدينة الذي يتميز بالخمول والاستهلاك المفرط للكحول والتبغ والمأكولات غير الصحية. وأشارت سلوت أيضا الى بعض الظواهر "المرتبطة بالمدينة مباشرة" كالعنف والجرائم والإصابات من جراء حوادث السير. وستستمر هذه المخاطر الصحية بالنمو اذ يتوقع أن ترتفع نسبة سكان المدن الى 60% من مجمل سكان الأرض بحلول العام 2030 بحسب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. وستزداد هذه المخاطر أيضا لأن الفقراء، وهم الشريحة الأكثر تأثراً بهذه الأمراض، سيصبحون أكثرية، علما أن ثلث سكان المدن اي نحو 830 مليون شخص يعيشون اليوم في مدن الصفيح. وفي هذا الإطار، أطلقت منظمة الصحة العالمية موقعاً الكترونياً عنوانه "1000مدينة. وهو. أنت"، ودعت الجمعيات والأفراد إلى تبادل الخبرات في مبادرات تحسين الصحة في محيطهم من خلال أشرطة مصورة. ويتوقع أن تقدم المديرة العام للمنظمة، مارغرت شان، في اليوم العالمي للصحة العوامل الكبرى المؤثرة على الصحة في المدن خلال مؤتمر صحافي تعقده في جنيف. وسيتم إصدار تقرير بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في وقت لاحق هذه السنة كما يعقد اجتماع دولي لرؤساء البلديات وزراء الصحة والبيئة في مدينة كوبي "اليابان" بين 15 و17 تشرين الثاني/نوفمبر 2010. يذكر أن وزارة الادارة المحلية تستمر في حملة للنظافة حبذا لو ترفقها أو تتبعها بحملة مشابهة لحملة المنظمة كأن تخصص أيام تقلل فيها عدد السيارات الداخلة الى قلب المدن وتقوم بمراقبة المصانع والمشاغل المخالفة للبيئة.
|