تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أيـــاد خفيـــة تتلاعـــب بلوحـــات كبــــار الفنانيـــــن

النيويورك تايمز - بقلم: كارول فوغل
ثقافة
الخميس 1-7-2010م
ترجمة: ريما الرفاعي

أجرت دار المزادات العلنية العالمية العريقة «كريستيز» مؤخراً مزاداً في العاصمة البريطانية لندن لـ 63 عملاً من روائع الأعمال الفنية الخالدة التي تنتمي إلى الاعوام التي شكلت المسيرة الابداعية لاربعة من أشهر الرسامين وأكثرهم تأثيراً في الحركة الفنية والإبداعية العالمية.

وشمل المزاد لوحة Portrait of Angel Fernndez de Soto (شارب الخمر) التي رسمها الرسام الاسباني بابلو بيكاسو عام 1903 ويصنفها الخبراء ضمن مايعرف باسم «الحقبة الزرقاء في مسيرة بيكاسو الإبداعية». وهي لوحة زيتية لصديق بيكاسو وهو يجلس على طاولة في مقهى في مدينة برشلونة مغطى بدخان السجائر وبيعت اللوحة لشخص لم يتم ذكر اسمه بسعر 50.8 مليون دولار مع العمولة طبعاً. و هذه اللوحة هي من مجموعة مقتنيات مؤسسة «أندرو لويد ويبر»، المؤسسة الخيرية المعنية بالترويج للحركة الفنية والإبداعية والثقافية والتراثية في بريطانيا. وقد خاض خمسة مزاودين صراعاً مريراً للحصول على اللوحة.‏

وكانت لوحة بيكاسو «عارية وأوراق خضراء وتمثال نصفي» التي رسمت عام 1932 بيعت بسعر خيالي في صالة مزادات «كريستيز» بنيويورك بأكثر من 51.6 مليون دولار أمريكي وبذلك اصبحت اغلى لوحة فنية تباع بمزاد علني عالمي. وقد تنافس أكثر من ستة أشخاص على شراء اللوحة، وفاز باللوحة أحد المشاركين عبر الهاتف.‏

لكن المفاجأة الكبرى في المزاد كانت لوحة الرسام الفرنسي كلود مونيه «زنبقة الماء» التي لم تجد شارياً في وقت كان من المتوقع أن تباع بمبلغ يتراوح بين 45 و60 مليون دولار.وهناك كلام تردد في غرفة المزاد حول ورود اتصال هاتفي وقف صاحبه عند مبلغ 43.3مليون دولار، وهذا السعر أقل بكثير من السعر الذي طلبه البائع.‏

واللوحة المذكورة هي الأضخم من بين تسع لوحات رسمها كلود مونيه عام 1906 خلف منزله في بلدة جيفيرني في فرنسا، كما أنها قد عرضت بمتحف Musée de lOrangerie في باريس. وقد بقيت هذه اللوحة ضمن مقتنيات عائلة دوراند روويل الشهيرة لعقود طويلة، إلى أن استحوذ عليها مالكها الحالي قبل عشرة أعوام خلال مزاد «كريستيز» بنيويورك في أيار 2000 بسعر 20.9 مليون دولار.‏

وكان القائمون على مزاد «كريستيز» توقعوا أن تكون المبيعات الإجمالية الأعلى في تاريخ المزادات في لندن وقدروا أقل رقم ممكن بـ 242.8 مليون دولاراً، لكن الرياح جاءت بما لاتشتهي السفن حيث وصلت المبيعات إلى 226.4 مليون دولار فقط. لكن رغم خيبة الامل التي لحقت بالقائمين على المزاد إلا أن المبيعات حطمت الرقم الذي سبق وحققه مزاد سوذيبز في لندن بشباط الماضي وهو 218.9 مليون دولار.‏

يذكر أن المبيعات النهائية تشمل عمولة الشاري للمزاد كريستيز وقيمتها 25% للـ 50 الفاً دولار الأولى في بيع أي عمل فني و 20% من الـ 50 ألف التالية إلى المليون دولار الأولى و 12% لباقي المبلغ. وبالطبع التقديرات لمبلغ المبيعات في المزاد لاتشمل العمولة.‏

ويقول المتعامل البريطاني توماس غيبسون «إن الإحساس بالحقيقة قد دخل السوق» مضيفاً لاتستطيع أن ترغم الناس على شراء عمل فني ما بنفس السعر العالي الذي قدرته له قبل المزاد. وقال المدير التنفيذي لكريستيز أن أزمة اليورو أثرت سلباً على عملنا، لكن الاوضاع الاقتصادية قد تغيرت الآن وأصبحت افضل. لقد حققت مزاداتنا منذ بداية 2010نجاحاً كبيراً ما عزز ثقة المقتنين بنا.‏

لقد ذاع صيت لوحة بيكاسو «شارب الخمر» بشكل كبير بعد أن اشتراها المؤلف الموسيقي أندرو لويد ويبر عام 1995 من مزاد ساوثبي في نيويورك بمبلغ 29.1 مليون دولاراً وقبل ذلك كان قد اقتناها اثنان من هواة جمع اللوحات دونالد وجين سترالم لأكثر من خمسين عاماً.‏

وحينها أعلن المؤلف الموسيقي أندرو أنه اشترى اللوحة من أجل المؤسسة التي اسسها عام 1992 لدعم الفن. ومنذ ذاك الحين، أعارها إلى المتاحف مثل معرض الفن الوطني والأكاديمية الملكية وكلاهما في لندن. في عام 2006 فاجأ العالم بإعلانه عن رغبته ببيع اللوحة في مزاد كريستيز في نيويورك لصالح مؤسسته. لكن تم سحب اللوحة من المزاد قبل ساعات من بيعها وقدر لها ان تباع بمبلغ يتراوح ما بين 40 إلى 60 مليون دولار، وذلك بعدما احضر أحد جامعي اللوحات مذكرة قضائية مفادها ان عمه الكبير المصرفي اليهودي في برلين أجبر على بيع اللوحة من قبل النازيين. في آذار الماضي صدر حكم قضائي يدحض هذه المزاعم وبالتالي تم الافراج عن اللوحة لتعود إلى نفس المزاد ولكن هذه المرة في لندن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية