تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيف ندخل إلى ملف جرحى الحرب... من باب الصحة أم سبل العيش؟

مجتمع
الاثنين 23-2-2015
لينا ديوب

مع ازدياد أعداد مصابي الحرب سواء من الجيش والدفاع الوطني المشاركين في الدفاع عن الوطن، أو المدنيين ضحايا القذائف والأعمال الارهابية، تزداد أهمية العمل على احياء وتوسيع ملف المعوقين،

من هنا كانت أهمية ورشة العمل التي نظمتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان قبل أيام في مقرها، والتي ناقشت إمكانية إحداث مراكز إعادة تأهيل وتمكين وادماج المصابين والأشخاص ذوي الإعاقة المكتسبة كضرورة فرضها العدوان الحالي على بلدنا.‏

وقد اوضحت المداخلات التي قدمها المشاركون وهم في غالبيتهم من العاملين حاليا في هذا المجال، أو في مؤسسات وجهات ذات صلة، أن العمل القائم حاليا يشوبه بعض الضعف أحيانا والتعثر أحيانا أخرى مما يحتم أهمية ترتيب الأولويات بناء على الامكانات المتاحة وبما توفر من بيانات حول عدد الاعاقات وتوزعها الجغرافي واختلاف أشكالها والاحتياجات المطلوبة من أدوات وتجهيزات معينة وخدمات تدريبية وتأهيل نفسي واجتماعي وإعادة النظر بالتصنيف الوطني للإعاقة ، وقد شدد الجميع على ضرورة العمل على تقوية قدرات الجمعيات الأهلية في عملية تأهيل المعوقين وتدريب كوادر متخصصة في مجال التربية الخاصة والدعم النفسي.‏

كما أكدت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان السيدة هديل الأسمر خلال الورشة أهمية تضافر الجهود الحكومية والأهلية والمنظمات الدولية وفقا لرؤية واستراتيجية تضعها الحكومة فيما تقدم المنظمات الدولية الدعم الفني لإعادة تأهيل المصابين المعوقين جسديا ونفسيا واجتماعيا ومهنيا وتفعيل القوانين والتشريعات لما فيه الارتقاء بنوعية الخدمات والرعاية والتأهيل ووضع شروط ومواصفات الكود الهندسي للأبنية وبرامج عمل لمراكز إعادة التأهيل ونظام داخلي فيها بما يحقق الوصول إلى الشرائح المستهدفة.‏

أما الدكتورة رفيف ضحية من دائرة الإعاقة وإعادة التأهيل في وزارة الصحة فقد تحدثت عن أهمية الوصول إلى مخرجات تسهم في التخفيف من الإعاقات الحاصلة من خلال إجراء مسح ميداني وإعادة تأهيل المعوقين صحيا من خلال مراجعة مراكز التأهيل أو عبر عيادات متنقلة مبينة أن المديرية تقدم خدمات علاجية للمعوقين وتركيب أطراف صناعية بكوادر متخصصة ومؤهلة، وفي نفس السياق تحدث الدكتور نائل رستم من مؤسسة الشهيد عن أهمية بناء قاعدة بيانات الكترونية موحدة للإعاقة تضم قصة كل حالة. من جهته أشار الخبير في قضايا الإعاقة الطبيب الاختصاصي أسعد السعد إلى أهمية الخروج برؤية مشتركة تنعكس إيجابا على المعوقين وحياتهم وتسهل عملية ادماجهم واشراكهم في دورة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية بشكل سليم ومراجعة بنود الخطة الوطنية للإعاقة في ضوء المستجدات التي فرضتها الأزمة.‏

من جهته لفت عميد المعهد العالي للسكان الدكتور أكرم القش إلى ضرورة توصيف الواقع الحالي للإعاقة وتقسيم الحالات إلى شرائح وكل شريحة ماهي الامكانات المتوفرة للاستجابة إلى متطلباتها واحتياجاتها عن طريق التعاون بين المؤسسات الحكومية وجمعيات المجتمع الأهلي وتبادل الإمكانات بهدف توحيد الجهود لتحسين مستوى الخدمات المقدمة لمصابي الحرب وإيجاد سبل التدخل السريع لمعالجة الحالات الموثقة وعلى المستوى البعيد ومساعدة الأسر على تجاوز الإعاقة.‏

وقد تحدثت السيدة ريم سليمان من مؤسسة الوعد الخيرية عن أهمية الوصول لبعض الحالات في البيوت كالمصابين بالشلل الرباعي بإرسال سيارات اسعاف مجهزة لتقديم العلاج الفيزيائي، وهذا ما تقوم به مؤسسة وعد، وقالت بأهمية الوصول إلى القرى البعيدة.‏

يذكر أن العمل على الاعاقة ليس جديدا كما قلنا فقد أقرت الحكومة 2009 الخطة الوطنية لرعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ، إلا أنها لم تفعل وكانت تتضمن إصدار تقرير عن واقع الإعاقات والمعوقين في سورية وإنشاء سجل وطني إحصائي للإعاقة وبناء القدرات في مجال الكشف المبكر والمعالجة والتأهيل والوقاية والكشف المبكر والتوعية المجتمعية وتطوير وإنتاج وتقديم التقنيات والبدائل الخاصة للمعوقين.‏

شارك في الورشة ممثلون عن الجمعيات الأهلية المتخصصة في هذا المجال كمؤسسة آمال وكاريتاس سورية ومؤسستي وعد والشهيد والمنظمات الدولية ذات الصلة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية