|
حدث وتعليق المسألة بسيطة، يكفي أن نطلب من عملائنا هناك إطلاق قذائف من الأراضي السورية إلى أرض بور، ليكون ذلك حجة قوية، وما على الحكومة سوى اتخاذ قرار التنفيذ. وما حصل من اجتياح تركي لأراضي الجمهورية العربية السورية، بهذه الأعداد الكبيرة من الدبابات والعربات والجنود بحجة نقل رفات جد القبيلة العثمانية سليمان شاه، من خطر تنظيم «داعش» الإرهابي، ليس له تفسير سوى انه اعتداء على سيادة بلد عربي، وخرق للقانون الدولي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يكشف مدى التناغم والتنسيق بين عصابات داعش والحكومة التركية، وهي خطوة تدرك أنقرة انها بالغة الخطورة في مضامينها وخصوصاً في تداعياتها، وبخاصة انها لا تعدو كونها مجرد «بروفة» لتدخل عسكري سافر لتركيا التي لا تخفي وبخاصة رهط العثمانيين الجدد اطماعهم في سورية. ثم.. إن صحّ أن داعش يُهدّد ضريح جد أردوغان لماذا لم يقم بتفجير الضريح، وهو الذي أبهرنا بتفجير الكنائس والمساجد وهدم أضرحة وفجر مقامات موجودة في سورية دون تمييز لقدسيتها؟.. ولماذا لم تتم مهاجمة القوات التركية رغم أن إرهابيي «داعش» هناك أو لم يتم اختطاف أي جندي منهم من قبل إرهابيي التنظيم؟، وحتى تكتمل عناصر هذا المشهد الميلودرامي لا بد من الإشارة إلى «تحرير» رهائن القنصلية التركية الذين كان يحتجزهم «داعش» في «صفقة» ما تزال اسرارها حتى الان، غير معروفة. تنظيم داعش أعطى الضوء الأخضر لحكومة العدالة والتنمية التي تنحني أمام الإرهابيين وبرهنت على أن العملية متفق عليها مسبقا، ناهيك بغرابة التفسير التركي بنقل الرفات مرة أخرى إلى داخل الاراضي السورية . أما كان الأجدر والأكثر لياقة واحتراماً للجد الكبير ان تُنقل رفاته الى داخل الاراضي التركية، كي يتمكن الزوار والمؤرخون والمعجبون بتراث بني عثمان وبخاصة العثمانيون الجدد, ان يُقدّموا له الاحترام الذي يليق به؟.. أم انه سيبقى مسمار جحا لتكرار التدخل التركي ؟. |
|