|
وكالات - الثورة حيث طالبت السلطة الفلسطينية بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 للتعويض عن وعد بلفور الذي قاد إلى إقامة «إسرائيل» على أنقاض الشعب الفلسطيني، لكن الأخيرة رفضت ذلك، وفضلت الانتظار إلى ما بعد التوصل إلى تسوية سياسية بين الجانبين وطالبت السلطة الفلسطينية بريطانيا بتقديم الاعتذار إلى الشعب الفلسطيني وتعويضه مالياً، والاعتراف بدولة فلسطين لكن الأخيرة رفضت الاقتراحات الثلاثة وأصرت على الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور الأمر الذي اعتبره الجانب الفلسطيني صلفاً وإجحافاً. فلسطين اعتبرت مفاخرة رئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي» بالاحتفال بالوعد المشؤوم وقاحة سياسية لم يشهدها التاريخ وإمعان في انتهاك حقوق الشعب المشروعة وإصرار على دعم الاحتلال والاستيطان والعدوان . كما أطلقت مؤسسات فلسطينية عددا من الفعاليات الشعبية لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور، حيث أطلق مركز العودة الفلسطيني -المعني بتفعيل قضية فلسطينيي الشتات والمطالبة بحقهم في العودة لديارهم، ومقره العاصمة البريطانية لندن - حملة لدفع بريطانيا للاعتذار عن وعد بلفور لا تزال تتواصل بزخم مضاعف مع مرور الذكرى المئوية للوعد ، كما أطلق المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج حملة شعبية تحت عنوان «بلفور.. مئوية مشروع استعماري» على صعيد متصل كشف سفير فلسطين لدى بريطانيا مانويل حساسيان أنه جرى تكليف مكتب محاماة في بريطانيا التحضير لرفع دعاوى على الحكومة البريطانية أمام القضاء ومطالبتها بتعويض، ودراسة رفع دعاوى مماثلة أمام محكمة العدل الدولية ، فيما أعلنت اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى المئوية لإحياء ما سمته «الوعد المشؤوم» عن سلسلة من الاحتجاجات في الميادين العامة وأمام المؤسسات البريطانية مثل المركز الثقافي البريطاني، والقنصلية البريطانية في القدس، والسفارة البريطانية لدى «إسرائيل» في تل أبيب. هذه الذكرى المشؤومة التي لم تكن كغيرها من الاحداث التي ارخت بذلها ودمارها على المنطقة تناولتها الصحف العربية والغربية بصرخة اقوى وجرأة وصلت حدود بريطانيا ليخرج في اولها جيرمي كوربن زعيم المُعارضة البريطانيّة ويقول بأن وعد وعد بلفور خطيئة كُبرى.. فوَعد بلفور يَستحق الإدانة، لا الاحتفال لأنّه أسّس لأكبر مَظلمة في تاريخِ البشريّة الحديث، ويَتحمّل، وصاحبه، مسؤوليّة مَجازر وحُروب في المِنطقة فاق أعداد ضحاياها الملايين وما زال سَفْك الدّماء مُستمرًّا. اما بوريس جونسون وزير الخارجيّة البريطاني فقد نشر مقالة ترقيعيّة تحدّث فيها عن ضرورة إكمال الشّق الثّاني من وعد بلفور، أي العَمل على إقامة دولةٍ فِلسطينيّة، والتي جاءت متأخرة جدًّا، وغير مُقنعة على الإطلاق، وبحسب الاراء والتحليلات السياسية فهي تَرش المِلح على الجُرح الفِلسطيني المُلتهب لأنّه وحُكومته لم يَسيرا ولو رُبع خُطوة على هذا الطريق ولم تظهر بريطانيا أيَّ ذرّةٍ من النّدم ولم تتقدّم ولو بكلمةِ اعتذارٍ للضّحايا العَرب وللشعب الفِلسطيني. |
|