تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مرارة فوضى الازدحام

أروقة محلية
الخميس 2-11-2017
ميشيل خياط

يتداول الناس فيما بينهم ان دمشق في هذه الأيام مزدحمة اكثر من أي وقت مضى.

ألاحظ سيولا من السيارات لا تنقطع حتى بات الانتقال من طرف الى آخر في أضيق حارة يتطلب الانتظار لمدة لم نعهدها من قبل.‏

وتزدحم دمشق بالناس بكثافة مذهلة، واعتقد أن السر كامن في انتصارات الدولة السورية على أعداء الشعب والوطن، وفي توفير أجواء أمنية مريحة على امتداد أغلب الجغرافيا السورية، ما حفز الكثير من السوريين على الذهاب الى العاصمة من قراهم ومدهم في باقي المحافظات وعلى استخدام سياراتهم، اكثر من ذي قبل مع توفر الوقود بيسر وسهولة.‏

بيد ان هذا الازدحام، يتحول الى مصيبة على مواقف الباصات والميكروباصات مع العزوف القسري عن سيارات الأجرة بسبب الارتفاع الباهظ في أجورها وامتناع أصحابها عن تشغيل العدادات في سياراتهم للحصول على أجر مريح للمتعاملين معهم لا يشعرهم بالغبن.‏

المشهد في نهاية شارع الثورة بانتظار ميكروباصات مزة جبل -مدهش- إذ الركض بالعشرات للظفر بمقعد أو مقعدين أو على الواقف.‏

ويزداد المنظر غرابة تحت الجسر في شارع بيروت وسط إصرار عفوي على فوضى عارمة وجارحة ومن المؤسف ان ابطالها شباب وشابات طلاب المعاهد والجامعات.‏

حاولت مرارا تحفيزهم على الوقوف بالدور بانتظام وترتيب - دون جدوى - ياناس في كل دول العالم وحتى المتقدمة جدا يوجد ازدحام لكنه مبهر وممتع ففي ايادي الناس على الاغلب كتب أو موبايلات وهم يقفون في ارتال طويلة ينتظرون دورهم- من تحت الجسر في شارع بيروت من لا يهجم ويناطح يقف ساعة ونصف واحيانا اكثر.‏

ومنذ بداية هذا العام أعلنت الحكومة عزمها على استيراد ألف باص من روسيا والصين وايران، ثم خفضت الرقم الى 600 باص من روسيا وايران وبيلاروسيا وأخيرا استقر الرقم على 200 باص من بيلاروسيا- ولم نر شيئا بعد.‏

ولكن هل يكفي ان نستورد الباصات، اليس منطقياً ان نضيف الى دمشق العاصمة- نفقا في البرامكة او جسرا في شارع الثورة وثمة جسور في العالم سبع طوابق - وسلالم كهربائية للمشاة.‏

أسى نفسي من فوضى الازدحام والانتظار المرير والتدافع وويلاته، ومن الخطأ ان نرمي بكل هذا الحمل على محافظة مدينة دمشق وحدها.‏

يبدو لي ان كل وزاراتنا معنية بحشد جهودها التربوية والتثقيفية والمالية والانشائية، لمواكبة مرحلة عودة السلم الى سورية، التي تتبدى بأسطع مظاهرها في العاصمة.‏

جهود يجب أن تثمر إجراءات حاضنة لهذا الازدحام ، ملائمة وحضارية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية