تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. غطرسة أميركا.. على وقع الهزائم والانسحابات

صفحة أولى
الخميس 2-11-2017
كتب أحمد حمادة

لا سياسة شبيهة بالسياسة الأميركية في طول الحقول الدبلوماسية وعرضها، ففي الوقت الذي يقر فيه مسؤولو البيت الأبيض السابقون والحاليون بفشل مخططاتهم في سورية تجد مسؤولين آخرين يتحدثون عن انتصارات أميركا المزعومة على الإرهاب ومحاصرة تنظيماته المتطرفة واجتثاث بعضها الآخر.

وفي الوقت الذي تتحدث التقارير الأممية عن الانتهاكات الجسيمة ،التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد المدنيين الأبرياء في سورية وكيف تقتلهم وتشردهم وتدمر مؤسساتهم وبنيتهم التحتية، نرى مسؤولي البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون وهم يستعرضون عضلاتهم وينفشون ريشهم ويتبجحون بالدفاع عن حقوق الإنسان وتقدمهم في مجال حماية المدنيين واللاجئين وإعادة الإعمار المزعومة مع أن الدمار الذي خلفته طائراتهم في الرقة ودير الزور وبقية المدن المنكوبة بعدوانيتهم أكثر من أن يحصى.‏

يعترف سفيرهم السابق روبرت فورد بالخسارة المرة لإدارة بلاده في سورية وهزيمة المرتزقة الذين جلبتهم من كل أصقاع الأرض، وأن الأوضاع في سورية دخلت مرحلة جديدة بعيداً عن السطوة الأميركية، ولم يتبق أمام أميركا كما يقول وزير خارجيتها تيلرسون سوى الانسحاب كخيار أخير لابد منه، وقد يكون الخيار المناسب لها، نجد فريقاً آخر يجهد نفسه في البحث عن المزيد من حلقات الفوضى الهدامة التي نشرت الإرهاب في المنطقة والعالم.‏

أميركا تزعم أنها مع استقرار العالم ومع حل أزماته وتتحدث عن استعدادها لإرساء الحلول السلمية في أي منطقة ملتهبة من العالم ثم ترى إدارتها الترامبية وهي متجهة بكل أساليب الغطرسة نحو عسكرة العالم كله ونشر الحروب من خلال دعوتها الكونغرس لنقاشات جديدة حول استخدام القوة العسكرية وإعلان الحروب.‏

تدعي أن تحالفها الدولي تشكل بدعوى مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي، في الوقت الذي حمت عناصره من الهلاك في الرقة ودير الزور، وأوعزت إلى أدواتها من قسد وغيرها لنقلهم إلى مناطق أخرى لاستثمارهم ضمن لعبة مكافحة الإرهاب المزعوم ليكتشف العالم كله أن ادعاءاتها وادعاءات تحالفها المزعوم بتحرير مدينة الرقة من هذا التنظيم المتطرف هي مجرد أكاذيب هدفها حرف انتباه الرأي العام الدولي عن الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين الأبرياء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية