|
حدث وتعليق وكان الحقنة السامة التي اعتمدتها الصهيونية في تطعيم واستقدام موجات المستوطنين من مختلف أصقاع المعمورة، وإقامة المستوطنات والكانتونات على الأراضي الفلسطينية بمساعدة وتسهيل من سلطات الانتداب، والتي أسست لعملية تهويد المعالم والهوية العربية والحضارية، كما كان الخطوة العملية لتنفيذ اتفاق سايكس بيكو 1916، الذي يعتبر بدوره اللبنة الأساسية في المخططات الغربية بهدف تسليم فلسطين لليهود، وفرض واقع يضمن القضاء على أي بارقة الأمل بعودة أصحاب الديار إلى ممتلكاتهم وحقوقهم. ومنذ ذلك الوقت وما تزال بريطانيا وأميركا وفرنسا وغيرهم من دول الغرب الاستعماري تمنح حكام الكيان الغطاء لجرائمه النكراء بحق الشعب الفلسطيني الصامد، ولا يزال وعد بلفور النقطة التي تدور حولها دوائر الاستيطان والاحتلال، والمحرض الرئيسي للهجمة الشرسة التي يتعرض لها الفلسطينيون ولاسيما المقاومون منهم لمشاريع الهيمنة، كما كان الطلقة الأولى التي اخترقت الجسد العربي، والتي ولدت شرارة الحروب الغربية الإسرائيلية على الأمتين العربية والإسلامية، والتي ما زالت تتخذ أشكالاً مختلفة وآخرها الإرهاب الظلامي التكفيري الذي يتماهى حتى العظم مع العدو الإسرائيلي ويحظى بدعمه. فبريطانيا بالوعد الحاقد خرقت مبادئ وقواعد القانون الدولي، وتحديداً ميثاقي عصبة الأمم والأمم المتحدة، وانتهكت حقوق الشعب الفلسطيني، ولا تستطيع أن تتحلل ما ارتكبته من جرائم، حتى وإن قامت بالاعتذار الرسمي في الذكرى المئوية الأليمة للوعد الغادر والبغيض، مع أن الاعتذار يعدّ أحد المسؤوليات الدولية التي تقع على عاتقها، تماماً كما يقع على كاهلها مسؤولية التعويض المالي لكل الضحايا الفلسطينيين (اللاجئين والنازحين والشهداء) منذ العام الذي أطلق فيه الوعد وحتى اليوم. رغم مرور قرن على الذكرى الأليمة، لا تزال القضية الفلسطينية قضية سورية المركزية، ومعها العرب الأحرار المقاومون والشرفاء، ولن يزيدنا الوقوف عند اليوم الذي أطلق فيه الوعد إلا تمسكاً بحقوق الفلسطينيين وعودتهم إلى ديارهم في دولتهم فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، رغماً عن أنوف الأعراب الذين يعطلون المشروع العربي المصيري، ومهما غذوا من إرهاب أو استنزفوا قلب العروبة النابض. |
|