تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل ضرب الأرض انفجار كوني في العصور الوسطى..؟؟؟

علوم وبيئة
الثلاثاء 12-2-2013
لن يكون أمامنا سوى نصف ساعة فقط للاستعداد، قبل أن تضرب عاصفة شمسية عملاقة الأرض، في حدث لا يتكرر إلا مرة واحدة كل 150 سنة.

ويتوقع أن تتسبب العاصفة الشمسية العملاقة بتعطيل أقمار الاتصالات، وإرباك وسائل الملاحة البحرية والجوية وشبكات الاتصالات الخاصة بالجيل الرابع، بحسب تقرير نشر مؤخراً.وتنفث مثل هذه العواصف الشمسية العملاقة ملايين الأطنان من المادة ذات الطاقة العالية جداً وتنتقل بسرعة مليون ميل في الساعة.ويتوقع التقرير أن تضرب العاصفة الشمسية العملاقة الأرض في المستقبل القريب، ولكن سيكون من المستحيل توقعها قبل أكثر من نصف ساعة من وصولها الأرض.ويقول الخبراء إن مثل هذه العواصف الشمسية العملاقة تتكرر مرة كل 100 إلى 200 سنة، وكانت آخر مرة تعرض لها كوكب الأرض في العام 1859.وهذا يعني أنه منذ بدأ عصر غزو الفضاء لم يتعرض كوكب الأرض لمثل هذه العاصفة، ولكن هذا لا يعني أن حدوثها ليس أمراً محتوماً، إذ لم يعد السؤال عند العلماء هو ما إذا كانت سنحدث وإنما متى ستحدث؟‏

ولكن هذه الانفجارات الشمسية ليست الوحيدة التي تعرض لها كوكبنا،فقد قال علماء: إن كوكب الأرض ربما يكون قد تأثر بأشد انفجار معروف في الكون، وهو انفجار لأشعة «غاما»، خلال القرن الثامن. وعثر باحثون على أدلة تشير إلى أن كوكبنا أصيب بانفجار إشعاعي وقع خلال العصور الوسطى،غير أن جدلاً واسعاً ما زال مثاراً بشأن ماهية الحدث الكوني الذي ربما تسبب في حدوث هذا الانفجار.‏

وتفيد دراسة حديثة بأن ذلك ربما نتج عن اثنين من الثقوب السوداء أو اندماج نجوم نيترونية في مجرتنا. ومن شأن مثل هذا الانفجار أن يسفر عن انطلاق كميات هائلة من الطاقة.‏

في العام الماضي، عثر فريق من العلماء على بعض أشجار الأرز القديمة في اليابان تحتوي على مستويات غير عادية من إشعاعات الكربون المعروفة باسم «كربون - 14».وفي القارة القطبية الجنوبية،كان هناك ارتفاع حاد في مستويات مادة «بريليوم - 10» في الجليد.‏

وتتكون هذه النظائر،عندما يصطدم إشعاع مكثف بالذرات في طبقة الغلاف الجوي العليا،وهو ما يرجح أن ثمة انفجاراً للطاقة أصاب كوكبنا من الفضاء.‏

واستطاع العلماء، باستخدام حلقات الشجر وبيانات من عينات ثلجية، تحديد أن ذلك وقع بين العامين 774 و775 بعد الميلاد، غير أن سبب الواقعة مازال لغزاً.ونشر فريق من علماء الفيزياء، بحثاً يرجح أن يكون انفجار شمسي ضخم على نحو استثنائي قد تسبب في توليد هذه الدفقة من الطاقة.إلا أن آخرين في الدوائر العلمية يعترضون على هذا، لأنهم لا يعتقدون أن الطاقة التي تولدت تتفق مع مستويات «الكربون - 14» و«بريليوم - 10».‏

وقدم فريق آخر من الباحثين الألمان تفسيراً آخراً يفيد بأن انفجاراً هائلاً حدث في مجرة درب التبانة.‏

وقال أحد المشرفين على البحث إنهم يبحثون أطياف الانفجارات القصيرة لأشعة غاما بغية تحديد ما إذا كان ذلك يتفق مع معدل إنتاج الكربون - 14 وبريليوم - 10 التي تم رصدها، وتوصلوا إلى أنها متطابقة تماماً.‏

ودفقات أشعة غاما تكوّن حوادث شديدة الانفجار ومفعمة بالطاقة، لذلك استنبط الباحثون من الطاقةالمسافة مع الأخذ في الاعتبار بالطاقة المرصودة. وكان الاستنتاج أنها على مسافة بين ثلاثة آلاف إلى 12 ألف سنة ضوئية وهو ما يقع في نطاق مجرتنا.وعلى الرغم من أن الحدث قد يبدو مثيراً، فإن أسلافنا في العصور الوسطى لم يلحظوا أي شيء.‏

فإذا كان انفجار أشعة «غاما» قد حدث على هذه المسافة، فإنه من شأن الغلاف الجوي أن يكون قد امتص الإشعاعات الناجمة ليترك فقط آثاراً على هيئة نظائر شقت طريقها في نهاية المطاف إلى الأشجار والجليد. ويعتقد العلماء أن الحدث لم يؤد إلى انبعاث أي ضوء مرئي.‏

وترجح المراقبة العميقة للفضاء أن انفجارات أشعة «غاما» أمر نادر الحدوث. وثمة اعتقاد بأنها تحدث على الأكثر كل 10 آلاف عام في كل مجرة، وعلى الأقل كل مليون عام في كل مجرة.وفي هذا الصدد اعتبرت الدراسة أنه ليس من المرجح أن يشهد كوكب الأرض انفجاراً آخر قريباً، لكن إن حدث ذلك، فهذه المرة سيكون له تأثير كبير، وإذا تكرر حدوث انفجار كوني على المسافة ذاتها، كما حدث في القرن الثامن فسوف يضرب الأقمارالاصطناعية.‏

و بالرغم من الاعتقاد أن حدوث انفجار قصير لأشعة «غاما» هو استنتاج وارد، فإن البحث الذي أجراه الفريق يشير إلى أن السبب الأرجح ربما يكون انفجاراً شمسياً،وذلك اعتماداً على مشاهدات نجوم شبيهة بالشمس في مجرتنا.‏

وحدث لبروتون شمسي أو دفقة لأشعة غاما هما تفسيران محتملان، لكن بناء على قدر ما يتوافر لدى الباحثين معرفته بشأن الكون، فإن تفسير انفجار دفقة من أشعة غاما أقل احتمالاً بنحو 10 آلاف مرة في أن يكون حقيقياً في تلك الفترة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية