تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حيتان وهوامير

اقتصاد عربي دولي
الثلاثاء 12-2-2013
مرشد النايف

لطالما شغلت قضية تقسيم الكعكة المحلية بين الإخوة أبناء البلد الواحد بال الحكومات الرشيدة والراشدة ,المؤمنة بأن العدالة هدف أسمى ينبغي استهدافه وإصابته.

الأزمة اليونانية حمّالة تأويلات وقراءات وعبَر,فالحكومة حينما كانت تهتم بفتح تجارتها مع الاتحاد الأوربي,لم تكن تلحظ الفوارق التي كانت تطفو على سطح المجتمع اليوناني وفي قاعه,ففيما التحق قسط لابأس به من الشباب بوظائف افرزها لهم واقع الانفتاح, كانت فئات أخرى بعيدة عن كعكة النمو , ولم تنل منها إلا الرائحة.‏

النمو,حينما يصيب اقتصاداً ما, قد لايشمل فئات المجتمع كافة,فيحصل الخلل في «القسمة» والتوزيع و«إقامة العدل» وفي الحكومات الراسخة الفهم والأخلاق, يتم اللجوء إلى أدوات من شأنها «إعادة التوزيع» كفرض ضرائب جديدة على ذوي «اللقم الكبيرة» وتمتين شبكات الأمان الاجتماعي.‏

مايحصل من غبن في المجتمع الواحد يمكن ان يحصل بين الدول ,فثمة دول كالنحلات العاملات,وثمة أخرى كالملكات,يلتهمن وهن قاعدات, ولذلك عندما يتم الحديث عن اتفاقيات تجارة حرة بين الدول نسمع عن المعاملة الخاصة او التفضيلية,وتعني أنني انظر إليك بشفقة ورأفة لأنك ضعيف وتستحق غض الطرف عن بعض ضوابطي الصارمة .‏

الولايات المتحدة ليست الشيطان الأكبر فحسب,بل ثمة شياطين محلية في الكثير من الدول اسمهم واضعو السياسات الاقتصادية,فهؤلاء لم يستشرفوا أفقا ولا مستقبلا,وساعدهم في ذلك مناخات غياب الحوكمة الاقتصادية,ما أدى إلى انحراف الحوافز الاقتصادية باتجاه الحيتان والهوامير..اولئك يستحقون الشتيمة والسب في كل زمان ومكان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية