|
شؤون سياسية لذلك كان الرد الإيراني سريعا من قبل السيد علي خامنئي مرشد الثورة الذي أكد انه لايوافق على هذه المفاوضات ,خصوصا أن التفاوض في هذه الفترة يعود لمصلحة الولايات المتحدة كونها أخفقت في سياساتها تجاه منطقة الشرق الأوسط , الأمر الآخر الواقع التفاوضي يفترض أن يحصل في جو من التكافؤ ,وخصوصا انه توجد عقوبات جديدة بحق إيران ,فكيف يتم ذلك طلب الحوار وبنفس الوقت تشديد في العقوبات . التصعيد الأمريكي بخصوص العقوبات يعود إلى رفض إيران إجراء مفاوضات مباشرة كونها غير مجدية على الأقل في الوقت الحالي , خصوصا بعد أن وصلت الولايات المتحدة إلى حالة عجز حقيقية من القيام بأي عمل عسكري ضد إيران ,إضافة إلى أن العقوبات التي تطبق بحق إيران لم ولن يتأثر بها الاقتصاد الإيراني. الرفض الإيراني والذي ترجمه السيد علي خامنئي جاء من منطلق أن الحوار تحت الضغط غير مقبول ويعني انه يجري في ظروف غير طبيعية للوصول إلى حلول عبر المفاوضات . البعض يرى أن العقوبات فرضت على إيران بسبب برنامجها النووي ولكن الحوار يبدو انه مشروط وهو على مبدأ إما أن تحاور اومزيد من العقوبات . المفاوضات لن تحل المشكلة بهذه البساطة خصوصا فيما يتعلق بالوجود الأمريكي في الخليج , أموال إيرانية مجمدة في البنوك الأمريكية , الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل ,السياسة العدوانية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط , كل ماذكرناه يشكل حالة تمنع التفاوض لأنه لايوجد بوادر حسن نية من الجانب الأمريكي . عن إيران تقدم جميع التسهيلات للوكالة الدولية بخصوص التفتيش ودائما تقول الولايات المتحدة أن إيران لاتتعاون ويرافق ذلك تصاعد في العقوبات وهذا كاف بحد ذاته لرفض الحوار لأنه سيأتي في ظرف غير متكافئة بل على العكس يقدم خدمة للولايات المتحدة على إخفاقاتها في المنطقة , ويبدو أن الملف الإيراني الذي أصبح هو الهاجس عبارة عن واجهة للدخول في مفاوضات تتعلق بملفات كثيرة في المنطقة منها مايتعلق بإسرائيل ووجودها في فلسطين , منطقة الخليج و..الخ . نعود إلى النقطة والتي يتم التركيز عليها وهي الملف الإيراني بخصوص البرنامج النووي والمفاوضات التي تتصاعد تارة وتخبو تارة وبين ذاك وذلك تفرض عقوبات جديدة وهي وسيلة ضغط على إيران للتراجع في ملفات ساخنة موجودة في المنطقة . راهن الغرب منذ البداية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة أن أسلوب العقوبات سيعطي نتيجة تعود سلبا على المجتمع الإيراني وبالتالي يجعلها جاهزة لتنفيذ ماتريده الولايات المتحدة , ولكن المراقب للواقع الإيراني بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية يلاحظ أن العقوبات كانت تطال البلدان الغربية وخصوصا في موضوع النفط من خلال حصول نقص حاد في الإمدادات العالمية عندما يتم تشديد العقوبات على طهران مما حمل بعض الدول الغربية للتراجع أو التحايل على القرارات من اجل الحصول على النفط الإيراني , الأمر الآخر والذي حصل سابقا انه عندما كانت أوروبا تقرر حظر استيراد النفط الإيراني وتحدد توقيتات في ذلك كانت إيران تبادر فورا إلى وقف الإمدادات وكانت العقوبات بهذه الحالة تعود على أوروبا من حيث لاتدري أو بعد فترة تبرر الولايات المتحدة لبعض الدول باستيراد النفط الإيراني . الأمر الآخر هو أن الواقع الاقتصادي الإيراني تخطى موضوع العقوبات عبر إيجاد البدائل والاعتماد على الذات , وهذا مالاحظه جميع المراقبين والمتابعين للشأن الإيراني , بل على العكس شهد الاقتصاد الإيراني حالة انتعاش ,إضافة إلى تنامي قدراتها التصنيعية في شتى المجالات وخصوصا في المجال العسكري والتي دخلت آفاقا جديدة يصعب بعدها قيام أي هجوم ضدها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل , وهذا مايفسر دعوة الولايات المتحدة الأمريكية للحوار المباشر كونها أخفقت في جميع مافعلته لإضعاف إيران وبالتالي أضحت الولايات المتحدة عاجزة عن صنع أي شيء وخصوصا أن سياساتها في منطقة الشرق الأوسط أضحت مكشوفة وباءت جميع محاولاتها بالفشل الذريع . |
|