|
رياضة هذا الكلام ليس من فراغ، ففي كرة القدم مثلاً تم استقدام العديد من المدربين الأجانب إلا أن البعض منهم هرب دون سابق إنذار والبعض الآخر لم يستطع التكيف مع منتخباتنا وبدلاً من تطويرها، أوقعها في العديد من المشاكل التي بدورها ساهمت في تراجع كرتنا، وما ينطبق على كرة القدم ينطبق على الكثير من الألعاب التي تم استقدام مدربين أجانب لها ومع ذلك لم تخرج نتائجها عن المألوف. إن تمسك رياضتنا بضرورة استقدام أي مدرب أجنبي مهما كان مستواه أصبح أمراً غير مقبول لأن ذلك يساهم في الاستغناء عن العديد من مدربينا الوطنيين الجيدين القادرين على التطوير، إضافة لأن وجود مدربين أجانب يؤدي بشكل أو بآخر لوجود سماسرة، وبالتالي على مسؤولي رياضتنا أن يعلموا أن المدرب الأجنبي الذي يقبل بعقد مقداره ألف دولار شهرياً، لا يستطيع أن يقدم لرياضتنا أكثر من هذا المبلغ، وبالمقابل تزخر رياضتنا بالعديد من المدربين الوطنيين أصحاب الكفاءات الذين لو توفر لهم نصف ما يحصل عليه المدربون الأجانب شهرياً، لساهموا بشكل واضح وصريح في تطوير ألعابهم والوصول بها إلى مصاف العالمية، ففي السباحة مثلاً استطاع أحد مدربينا الوطنيين الوصول بسباحنا صالح المحمد إلى الساحات العالمية وكذلك في التنس والقوى والبلياردو وغيرها من الألعاب، ومن جهة أخرى لو بحثنا عن العديد من مدربينا الوطنيين حالياً لوجدنا بعضهم في دول عربية يقودون منتخباتها وفرقها بثقة وكفاءة إلى منصات التتويج على اختلاف أنواعها، ما يؤكد أن رياضتنا لديها مدربين أكفاء بحاجة لمناخ مناسب للعمل. والأسئلة المطروحة: لماذا لا يضع مسؤولو رياضتنا خطة عمل لمدربينا الوطنيين بحيث يتمكنوا من التواصل مع كل جديد في ألعابهم، سواء بإيفادهم خارجياً لاتباع دورات عالية المستوى، أو استقدام مدربين محاضرين عالي المستوى لتحسين وضعهم فنياً والارتقاء بمستواهم أكثر بدلاً من استقدام بعض المدربين الأجانب، الذين همهم واهتمامهم قبض مستحقات عقودهم شهرياً دون أي مسؤولية ؟ ولماذا لا يتم تعزيز مدربنا الوطني مادياً بالشكل المطلوب ؟ والأهم هل تستفيد رياضتنا من دروسها في تفضيل المدرب الأجنبي مهما كان مستواه على المدرب الوطني ؟ هذا ما نرجوه في قادمات الأيام. |
|