تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


برسم من يهتم..!؟

حديث الناس
الثلاثاء 12-2-2013
بشار الحجلي

تثير مشاهد الزحام وطوابير الناس المكتظة أمام الأفران في مختلف المناطق الكثير من الأسئلة حول حقيقة هذه المشاهد وسط كم كبير من التصريحات التي تنفي مبررات حدوثها واستمرارها بهذه الحدة،

فالمستهجن هنا أن طوابير المنتظرين أمام كوى بيع الخبز تسابق بزوغ الفجر لتصافح الساعات الأخيرة من الليل وسط مظاهر مزعجة من التدافع والصراخ وغياب وسائل الحل.‏

المتابع لما يجري أمام الأفران يكتشف تكرار الوجوه، ويقلقه أن طوابير المنتظرين معظمها من النساء والأطفال الذين امتهن بعضهم تسعير الأزمة والعمل على استمرارها بهذا الشكل المرضي المرفوض من جميع الناس خاصة أن الأمر صار وسيلة معلنة للارتزاق حيث تباع ربطة الخبز أمام طوابير المنتظرين أنفسهم بعدة أضعاف سعرها الرسمي لمن لا يمكنه الانتظار طويلا للحصول عليها، هذا إذا سمح له صناع الأزمة وأدواتها أن يصل بسلام للحصول على حاجته من المادة التي تؤكد الوقائع توفرها بكميات تكفي حاجة الجميع.‏

في الكثير من المناطق تشكلت لجان أهلية لتنظيم الدور أمام الأفران في المناطق التي تشهد زحاماً شديداً وعناصر هذه اللجان بالتعاون مع الجهات المختصة حددوا الكمية التي يشتريها المواطن بثلاث ربطات أو بما يعادل قيمة 50 ليرة لكل شخص. هذا الإجراء ساهم إلى حد كبير في التقليل من حدة الأزمة لكنه لم يحل المشكلة حيث زادت أعداد المتزاحمين الواقفين أمام كوى البيع المباشر والسبب أن عائلة من عدة أشخاص باتت تتمركز يومياً بكامل أفرادها تحجز أدوار من يحتاج الخبز وتمنع الكثيرين من الحصول على الكمية وتمنعهم من الوصول للكوة تارة بافتعال المشاكل والصراخ وغير ذلك.‏

المنتظرين لساعات أمام الأفران تحدثوا صراحة عن أشخاص «يشترون» كوى الأفران ويحجزونها لصالحهم حيث استأجروا أشخاصاً ممن ذكرنا تكفلوا باستمرار مظاهر الزحام وفرضوا سلطتهم على منافذ البيع بحيث يصبح الشراء من غير مزوديهم بالخبز مستحيلاً إلا لمن يدفع 65 ليرة للربطة وإن أصر على الاستمرار فعليه تحمل الصراخ والتدافع والتقريع ويزيد الأمر سوءا إن ذكرتهم بثقافة الالتزام بالدور.!‏

هنا نسأل عن غياب العلاج والمحاسبة خاصة أن المشكلة حسب المسؤولين غير حقيقية والأزمة مفتعلة بكل المقاييس فإلى متى يستمر هذا النزيف، وإلى متى تستمر هذه المشاهدات التي تتكرر في جميع المحافظات وفي الكثير من المناطق والمدن حيث يصح توصيف الأمر بأن ما يجري أزمة ضمير وأخلاق ونقص في الوطنية فلمن نشتكي؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية