|
منوعات
تعتبر كنيسة حنانيا في الميدان الأقدم في دمشق وهي عبارة عن بيت دمشقي تم تحويله الى كنيسة وتقع في زقاق القرشي أحد الأحياء المسيحية التاريخية العريقة وهي تراثية جميلة جداً حوفظ فيها على النمط الدمشقي الأرثوذكسي أرضيتها مبلطة بالبلاط المجزع الكبير بفواصل سوداء لها ثلاثة أروقة كل منها محمول على ثلاثة أعمدة مربعة الشكل تتكئ عليها الشعرية فيها أيقونسطاس خشبي غير محفور بثلاثة أبواب ملوكية وفي أعلاه وتحت سقف الكنيسة مباشرة وضعت رايتان روسيتان جميلتان واحدة للسيد المسيح والثانية للسيدة العذراء والسقف مماثل لسقوف البيوت العربية الدمشقية المسقوفة بأشجار الحور والصفصاف وفي وسطها تنتشر مقاعد المؤمنين في الأروقة الثلاثة بالإضافة إلى صف من المقاعد الجدارية الخشبية على محيط الكنيسة وعرشين: أحدهما بطريركي والثاني أسقفي فما أن تدخل من الباب مباشرة إلى حرم الكنيسة الداخلي الجنوبي لتجد أنك في ساحة سماوية بسيطة تشبه مثيلاتها من البيوت الدمشقية المصنفة بالشعبية البسيطة، ومن الجهتين الشرقية والغربية غرف أرضية وأخرى عليا والكنيسة مربعة الشكل مؤلفة من طبقة أرضية وشعرية للنساء وقبة مربعة، يحيط بها من جانبيها الجنوبي والشمالي فناء أو فسحة السماوية، أما جانبها الغربي فهو عبارة عن دهليز مسقوف يتسع قليلاً ويؤدي إلى درج الشعرية، بجانب هذا الدرج بئر الجرسية وفيه برج الجرسية الاسمنتي وقد كان خشبيا جميلاً، ولكنه كان آيلاً للسقوط فاستبدل إبان الترميم عام (1983) ببرج إسمنتي يظهر من بعيد. وللكنيسة ثلاثة أبواب تحت الأروقة محاطة بزخارف حجرية دمشقية جميلة جداً والأبواب خشبية محفورة ومقطعة بفن جميل ويفضي آخر الدهليز في يسار الجهة الشمالية إلى صالون صغير كان غرفة إدارة مدرسة حنانيا الرسول الأرثوذكسية, هكذا حافظت هذه الكنيسة على أصالتها رغم توالي القرون فبقيت دمشقية في الروح في زخارفها وتزييناتها الحجرية والخشبية وفي طرازها المعماري وبنائها وتقسيماتها لتغدو نقطة مضيئة في تاريخ دمشق تحكي قصة الحب الأزلي بين الله والإنسان من قلب أحد أحيائها العريقة في القدم. |
|