تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صحيفة تركية: أردوغان يخلق أعداء له حفاظاً على حياته السياسية.. مقتل متظاهر في اشتباكات مع الشرطة في ديار بكر.. و13 شخصاً وجرح العشرات بسيارة مفخخة بالقرب من «جيلو كوزو»

عواصم
سانا-الثورة
اخبــــــــــــــار
الثلاثاء 12-2-2013م
في الوقت الذي تسعى فيه معظم دول العالم للحفاظ على حقوق الانسان بل وتعظيمها والارتقاء بها تصر السلطات التركية على مواصلة سياساتها القمعية ضد المواطنين وعدم احترام حقهم في حرية التعبير وإبداء الرأي.

انتهاك حقوق الانسان لم تقتصر على المعارضين السياسيين فقط بل شملت المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للاحتجاج على اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان.‏

وفي هذا السياق قالت صحيفة توديز زمان التركية أمس ان متظاهراً تركياً واحداً على الاقل قتل في الاشتباكات التي اندلعت مع الشرطة في محافظة ديار بكر جنوب شرق تركيا.‏

واشار محافظ ديار بكر مصطفى طبرق في بيان إلى أن شابا يتراوح عمره ما بين 18 و20 عاما اصيب بجروح خطيرة خلال المظاهرة ونقل على اثرها إلى المستشفى حيث توفي هناك.‏

وكان متظاهرون اتراك احتشدوا اول امس في حي بيوغلو في اسطنبول مرددين هتافات مؤيدة لاوجلان.‏

في سياق متصل قتل 13 شخصاً من بينهم 3 أتراك وتسبب بإصابة 28 شخصا 13 منهم حالتهم خطرة بانفجار سيارة مفخخة على معبر جيلو كوزو على الحدود التركية السورية جنوب تركيا‏

وذكرت وكالة انباء الاناضول أن العدد الاجمالي للقتلى يشمل من فقدوا حياتهم في المستشفيات وأن عدد المصابين في الحادث وصل إلى 28 مصابا من بينهم 9 أتراك و19 سوريا وأن 13 من العدد الاجمالي للمصابين حالتهم خطرة للغاية منهم 5 أتراك و8 سوريين.‏

ومازال المصابون يتلقون العلاج في مشفى ريحانلي وكذلك في مشفى أنطاكيا اللذين نقلوا اليهما فضلا عن المستشفيات الأخرى المخصصة لمعالجة المصابين من المهجرين السوريين.‏

وكان مدير المنطقة الجمركية في المنطقة عدنان قورقماز قال في وقت سابق ان الانفجار تسبب باشتعال النيران في السيارات المجاورة ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص خمسة منهم قتلوا مباشرة في مكان الانفجار بينما جرح عدد كبير ثلاثة منهم من عناصر الجمارك التركية.‏

إلى ذلك أوضح نائب رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي لشؤون السياسة الدولية في تشيكيا بافيل سفوبودا أن السلطات التركية تواصل انتهاك حقوق الانسان بشكل ملحوظ كما انها تحتل شمال قبرص ولا تسمح للسفن القبرصية بالرسو في موانئها الامر الذي يعد خرقا لالتزام التجارة الحرة.‏

وبين سفوبودا أن تركيا لا تستوفي وبشكل بارز الالتزامات المترتبة عليها ولا تقدم أي ضمان بأنها ستقوم بذلك في حال تمتعها بعضوية الاوروبي.‏

في السياق ذاته اكدت صحيفة توديز زمان التركية ان النهج السياسي الذي يتبعه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يقوم دائما على ايجاد عدو ينبغي قتاله حتى يضمن استمرار مستقبله السياسي.‏

وقالت الصحيفة ان أردوغان اصبح العدو الرئيسي لاجندته السياسية الخاصة به لانه يتبع التقليد السياسي الذي يقوم على القتال من اجل الحفاظ على وجوده مشيرة إلى ان الفترة التي كان فيها عمدة اسطنبول كانت جيدة بالنسبة له لان الكثير من الاعداء أحاطوا به حيث فاز في المعارك كونه مقاتلا جيدا.‏

واضافت الصحيفة التركية انه عندما أصبح اردوغان رئيسا للوزراء لم يكن الامر سهلا بالنسبة له في البداية غير انه خلق لنفسه اعداء داخل الجيش ووسائل الاعلام والقضاء والجامعات واسس بيئة سياسية مثالية بالنسبة له حيث استخدم اردوغان ضغط هؤلاء القادة عليه لتغيير سياسته كعذر للقتال والسعي ومتابعة حياته السياسية على أساس هذه المعركة حتى آب من عام 2011 حين استقال جنرالات رفيعو المستوى من الجيش.‏

وقالت الصحيفة ان اردوغان اختار فيما بعد مجموعتين ليقاتلهما الاولى كانت مجموعة مؤيديه الخاصة مثل الشبكات الاجتماعية التي دعمت حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه ولكنها غيرت مواقفها فيما بعد الا ان عدم رغبة هذه الشبكات بالدخول في صراع معه لم تحقق له اي فائدة سياسية.‏

واضافت الصحيفة ان المجموعة الثانية التي اختارها اردوغان حتى يخوض حربا معها هي الشبكة السياسية الكردية غير انه أدرك أن هذا لن يساعده على مواصلة حياته السياسية ويمكن أن تلحق به أضراراً تفوق المنافع ما دفعه إلى ايجاد أرضية مشتركة مع القوميين الاكراد.‏

وختمت الصحيفة بالقول ان أردوغان اختار الاتحاد الاوروبي كعدوه السياسي الراهن حيث من المرجح ان يواصل خوض غمار هذه المعركة ضد الاتحاد لضمان استمرار وجود عدو قوي له وحشد التأييد العام في تركيا في الحملة الانتخابية الجديدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية