تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بوتين يؤكد ضرورة إتقان ممارسة منهج القوة الناعمة دفاعاً عن المصالح الروسية.. روسيا والجزائر : حل الأزمة في سورية سلمياً دون أي تدخل خارجي

عواصم
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 12-2-2013م
اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتقان ممارسة نهج القوة الناعمة للدفاع عن المصالح القومية لروسيا، مشدداً على ضرورة الاستمرار والاصرار على تطبيق النهج الرامي الى تعزيز الاستقرار في العلاقات الدولية.

كما تواصل موسكو مساعيها الدبلوماسية مع كل الاطراف من اجل بدء الحوار الوطني في سورية بعيداً عن التدخل الخارجي، داعية الاطراف الخارجية الى اتخاذ مواقف واضحة بما يتوافق مع قرارات الامم المتحدة وبيان جنيف وصولاً الى الحل السياسي.‏

واكدت ان الانتصار النهائي للجيش العربي السوري في المواجهة اصبح مسألة وقت، وأن الوضع في سورية يتطور في صالح المدافعين عنها بعد سقوط من يعملون بأمرة من يسدد فواتير الجرائم التي ينفذها الارهاب، منتقدة صمت دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان وتجنبهم الحديث عما تعتمده الحكومة السورية من مصالحة وطنية تضم قوى المعارضة البرلمانية.‏

بوتين يؤكد إتقان ممارسة منهج القوة الناعمة دفاعاً عن المصالح القومية الروسية‏

وفي هذا السياق شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية قيام الدبلوماسيين الروس بالعمل بشكل استباقي واتقان ممارسة منهج القوة الناعمة والوسائل العصرية للدفاع عن المصالح القومية لروسيا داعيا وزارة الخارجية الروسية إلى تفعيل تعزيز التعاطي مع السياسة الخارجية خلال ترؤس روسيا عددا من المحافل الدولية لاحقا.‏

وقال بوتين سيتم في غضون السنوات القليلة المقبلة الربط بين مواقفنا المبدئية وترؤس روسيا حزمة من كبريات المحافل الدولية في الفترة المقبلة وهي مجموعة العشرين ومجموعة الثماني ومجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون.‏

وأضاف بوتين ان وزارة الخارجية الروسية تتحمل أعباء جدية خلال ترؤس روسيا لهذه المحافل الدولية منوها بالدور التنسيقي الذي تلعبه وزارة الخارجية.‏

واشار بوتين إلى ان الاهداف والمهام والمنهج الاستراتيجي لروسيا على الساحة الدولية تتجسد في المفهوم الجديد لنهج السياسة الخارجية الروسية اذ تسلمت ادارة شؤون الرئاسة الروسية هذا المشروع مؤخرا.‏

وأكد بوتين أنه يتعين على وزارة الخارجية الروسية العمل بشكل حثيث واستباق المجريات في ظل حالة الاضطراب التي تشهدها التطورات وبوتيرة عالية في العالم لافتا إلى ان استخدام القوة الناعمة سيحظي بأهمية خاصة من خلال تعزيز مواقع اللغة الروسية في العالم وتفعيل الصورة العامة الايجابية عن روسيا الاتحادية خارج البلاد اضافة إلى القدرة على الاندماج العضوي في التيارات الاعلامية العالمية.‏

وقال بوتين ان العالم في تغير مستمر الامر الذي يؤدي إلى حدوث تغير في وسائل حماية المصالح الوطنية ولا بد من اتقان استغلال كل هذه الوسائل.‏

وشدد بوتين على ضرورة الاستمرار والاصرار على تطبيق النهج الرامي إلى تعزيز الاستقرار في العلاقات الدولية والتكهن بمالها وتشكيل منظومة أمن مشتركة وغير مجزأة اذ انه لا يمكن لروسيا أن تحقق التنمية بمعزل عن التعاون المجدي والمتكامل مع الدول الأخرى مؤكدا ضرورة الاستمرار في العمل المكثف على تحقيق التسوية للنزاعات التي ما انفكت تتقد في العالم.‏

لافروف : روسيا والجزائر تدعوان لحل الأزمة سلمياً‏

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اعقاب مباحثاته مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في العاصمة الجزائرية أمس ان روسيا والجزائر تتفقان في الرأي حول ضرورة تسوية الوضع في كل من سورية ومالي بطرق سياسية ودبلوماسية من دون تدخل خارجي.‏

ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله للصحفيين خلال المباحثات مع الرئيس بوتفليقة تبين تطابق وجهتي نظرنا بشأن ضرورة تفعيل اصلاح المنظومة العالمية فيما يخص الاعتماد على سيادة القانون والدور المحوري للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وبشأن ضرورة تسوية النزاعات بطرق سياسية ودبلوماسية من دون التدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة .‏

واضاف لافروف ومن هذه الزاوية وانطلاقا من مواقف متضامنة ننظر إلى الاحداث في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بما في ذلك التطورات الدراماتيكية في سورية ومالي وغيرها من دول المنطقة .‏

وقال لافروف: ان الطرفين اتفقا على مواصلة الحوار على كل المستويات مع تنسيق الخطوات على صعيد السياسة الخارجية وتطوير التعاون الثنائي وخاصة في المجال العسكري التقني والانساني والعلمي.‏

زاسبكين : الشعوب تقرر مصيرها بنفسها‏

في غضون ذلك أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين أن بلاده تواصل المساعي والاتصالات الدبلوماسية مع كل الاطراف المعنية لبدء الحوار الوطني في سورية على أن يكون مضمون الحوار شأنا سوريا يقود إلى الحل السلمي دون تدخل خارجي مشددا على أن الشعوب تقرر مصيرها بنفسها دون تدخل خارجي.‏

وقال زاسبكين بعد اللقاء الذي جمعه مع وزير الخارجية اللبناني لمناقشة التحضيرات لانعقاد المنتدى الروسي العربي في موسكو اننا نواصل الاتصالات الدبلوماسية المكثفة مع جميع الاطراف المعنية لبدء الحوار الوطني في سورية على ان يكون مضمون هذا الحوار شأن السوريين انفسهم.‏

واشار السفير الروسي في لبنان إلى بدء الحكومة السورية تطبيق برنامج الحل السياسي للازمة وان بعض اطراف المعارضة صرحت بنيتها اجراء الحوار مع الحكومة.‏

وحث زاسبكين على اتخاذ الخطوات الجديدة لتحويل الوضع من المجابهة إلى المجرى السياسي وايجاد تقارب في وجهات النظر حول عملية الحوار.‏

كما دعا الاطراف الخارجية إلى اطلاق مواقف واضحة ومتفقة مع قرارات الامم المتحدة وبيان جنيف وتشجيع الاطراف في سورية على الجلوس إلى طاولة الحوار.‏

ورحب زاسبكين بزيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى سورية وقال نحن مصرون دائما على ان اي تسوية في سورية يجب ان تشمل بند تأمين الحقوق للجميع.‏

من جانب اخر قال زاسبكين خلال تكريم الدبلوماسيين الروس العاملين في لبنان ان العالم دخل اليوم في مرحلة جديدة تتميز باهتزازات جدية وهذا الامر يطال بشكل خاص منطقة الشرق الاوسط حيث مسيرة التحولات العميقة تمر عبر ازمات حادة.‏

كما أكد أن بلاده تبذل كل ما في وسعها من جهود من اجل تجاوز هذه المرحلة بأقل ما يكون من الخسائر وتأمين تطبيع الوضع في المنطقة وتسوية النزاعات بالطرق السياسية السلمية.‏

بدوره أكد قنصل عام روسيا الاتحادية بالاسكندرية في مصر غينادي بابيتش دعم بلاده للحوار المستمر لحل الازمة في سورية ورفضها للتدخل الاجنبي فيها لافتا إلى أهمية ايجاد سبل لدعم اطلاق الحوار لحل الازمة.‏

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن بابيتش قوله خلال اللقاء الذي نظمه المركز الثقافي الروسي بالاسكندرية بمناسبة الاحتفال باليوم الدبلوماسي الروسي ان روسيا ترفض أي تدخل عسكري أجنبي لحل الازمة في سورية.‏

واشار بابيتش إلى أنه من المقرر تنظيم احتفالية كبرى بالاسكندرية نهاية شهر اب القادم بمناسبة مرور 70 عاما على اطلاق العلاقات الدبلوماسية الروسية المصرية مؤكدا على عمق ومتانة العلاقات بين البلدين.‏

من جانبه قال سعيد غفوروف المسؤول العلمي في معهد الاستشراق التطبيقي والافرقة في موسكو ان المسلحين في سورية خسروا المعركة والان يقتربون من خسارتهم للحرب كما ان المعارضة المتطرفة تخشي القبول بالانتخابات لانها لا تعلم كيف ستخاطب الشعب.‏

واشار غفوروف في مقال له إلى انه بات واضحا أن الانتصار النهائي للجيش السوري في المواجهات التي يخوضها مع المجموعات المسلحة أصبح مسالة وقت لافتا إلى ما أورده موقع فايل الفيدرالي الروسي بأن الوضع في سورية يتطور في صالح المدافعين عن الجمهورية وهذا ما اعتبر نبأ رئيسيا في نشرات الاخبار وافادات وسائل الاعلام.‏

وقال غفوروف ان تصريحات الخبراء الليبراليين بعد الاحداث الاخيرة في مصر وتونس وليبيا حول موجة غضب شعبي جديدة سوف تطيح بالنظام في سورية بثت الرعب في نفوسنا ولكن ذلك لم يحدث وأصبح الرئيس بشار الأسد تلك الشخصية التوافقية التي ترضي الجزء الاكبر من جميع فئات المجتمع السوري.‏

وأوضح غفوروف أن سلوك القيادة السورية يدل على ان أجهزة الدولة مقتنعة بأنه لا يمكن انهاء الازمة بالعنف وأن السبيل العقلاني الوحيد لانهائها يمر عبر الطرق السلمية ولذلك قامت الدولة بصياغة مجموعة من التدابير الكفيلة بوضع حد للعنف وتأمين السبل السلمية للتطور الحضاري للمجتمع.‏

واشار غفوروف إلى ان القيادة السورية تقترح البدء بحوار وطني وصياغة دستور جديد واجراء انتخابات في البلاد لتقطع الشك باليقين بانها ضد العنف ومع الاصلاح.‏

واعتبر غفوروف أن المعارضة غير مستعدة للجلوس حول طاولة الحوار مع السلطة وخصوصا بالمشاركة في الانتخابات اذ انهم يخشون ما سيقوله الشعب لهم وهم على ثقة تامة بأنهم سيخسرون هذه الانتخابات.‏

وقال غفوروف أما بخصوص الآخرين فمن العبث سؤالهم عن شيء ما انهم ليسوا أكثر من دمى تحركها أيادي الممولين مثل قطر والداعمين لهم في الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والذين لا يعملون على اجلاسهم حول طاولة الحوار لانهم يفضلون العمل بواسطة الايادي الغريبة عبر تسديدهم لفواتير الجرائم التي ينفذها المسلحون لغاية الوصول إلى مرحلة تحقيق شعارات أنصار العولمة حول حرية وحقوق الانسان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية