|
حدث وتعليق حيث تعتبر هذه المعركة في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة من عمر الحرب المفروضة على سورية، وخصوصاً بعد إفشال الغرب و«ائتلافهم» وأحلافهم ودول الرجعية العربية لأي مسار سياسي يخدم حالة من الاستقرار بعد خفوت نار الإرهاب الذي اكتوت به سورية. اليوم لم يعد هناك من خيارات أخرى مطروحة أمامهم، لأن رجال الجيش العربي السوري مصممون على الاستمرار بالحسم العسكري، لتحرير العباد وتطهير البلاد من رجس الزمر الإرهابية ومتزعميها ومموّليها، ويطلق العنان للدولة الوطنية أن تقرر مصيرها بنفسها بعيداً عن تقاطع مصالح الصهاينة، ودول الرجعية العربية في المنطقة عامة وسورية بشكل خاص. لقد خاب الظن الصهيوني، الذي كان يتوقع أنه وبغفلة من الزمن، يستطيع أن ينشئ واقعاً جديداً في الجولان، يناسب أحلامه القائمة على الاغتصاب والعدوان، وانطلق في إقامة الحزام الأمني الذي شاء أن يوكل أمره لمن أعلن عنهم بأنهم حلفاء له، أي إلى إرهابيي «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» الإرهابي التي لم يكن يساورنا الشك يوماً بأنها أداة صهيونية أُنشئت ومُوّلت وكُلّفت لتخريب سورية خدمة لإسرائيل على غرار جيش العميل أنطوان لحد في جنوب لبنان. تقدّمٌ كبير وسريع يحققه الجيش العربي السوري في الجبهة الجنوبية، وأنجز خلاله حتى اليوم عملية تقطيع لأوصال وتجمعات العصابات الإرهابية، وهي بمثابة كسر للجسور التي راهن عليها المخططون الإسرائيليون لاختراق العمق السوري انطلاقاً من مناطق سيطرة العصابات العميلة في درعا والقنيطرة، ويبدو حتى اللحظة أن إنجازات الجيش تؤسس لقلب المعادلات في الأرياف الثلاثة المستهدفة أي درعا والقنيطرة ودمشق. لذلك أياً كان مسار العمليات المقبلة للجيش العربي السوري فالأكيد أن ماقبل عمليات الجبهة الجنوبية غير ما بعدها حيث تتشكل توازنات ميدانية جديدة تؤسس لاقتراب الفصل الأهم من مسيرة تطهير سورية من الإرهاب ونهوضها. |
|