|
سانا- الثورة وقال السيد نصر الله في كلمة له أمس بمناسبة ذكرى القادة الشهداء: ان استراتيجيات ما يسمى التحالف الدولي والمجتمع الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب قاصرة في حال أردنا حسن الظن بهم أما اذا أسأنا الظن فالحقيقة أنهم لا يريدون الخلاص من تنظيم داعش وغيره.
وشدد السيد نصر الله على ضرورة عدم انتظار شعوب المنطقة وحكوماتها استراتيجية دولية أو أطلسية أو أمريكية أو غيرها بل المبادرة كما حصل في سورية ولبنان والعراق وغيرها لمواجهة التيار التكفيري وعدم السماح له بالتمدد. وطالب السيد نصر الله العالم أو على الاقل دول المنطقة التي تشعر بتهديد التيار الإرهابي التكفيري بأن تقول لبعض الدول الاقليمية التي ما زالت تدعم تنظيمي داعش و جبهة النصرة الإرهابيين بالسلاح والمال والتسهيلات وحتى بالاعلام ان اللعبة انتهت وان المنطقة وشعوبها وحكوماتها لم تعد قادرة على تحمل هذا المستوى من الاجرام والوحشية الذي يتم باسم الاسلام. ودعا السيد نصر الله شعوب المنطقة إلى عدم السماح لاحد بخداعها من خلال التفريق بين تنظيمي داعش و جبهة النصرة لانهما جوهر وسلوك واحد وثقافة وروح واحدة. وقال السيد نصر الله: اننا نؤيد الدعوات إلى مواجهة التيار التكفيري ولكن من دون التمييز بين فروعه اذ لا تستطيع الحكومة الاردنية وبعض الدول الخليجية أن تقاتل داعش في العراق وتدعم جبهة النصرة في سورية وتقدم المال والسلاح والامكانات لها وهي الاخ لداعش. اللعبة في سورية انتهت واصراع البعض على تأجيج القتال كمن يدق رأسه بالجبل وأضاف السيد نصر الله: ان اللعبة في سورية انتهت واصرار بعض الدول على تأجيج القتال فيها هو كمن يدق رأسه بالجبل وهو عناد من أشخاص يريدون أن ينفذوا ما قالوه حتى لو دمرت سورية وكثر عدد الشهداء والجرحى. وبين السيد نصر الله أن المطلوب من الدول الداعمة للإرهاب في سورية أن تشاهد الوضع بعين الواقع وأن تفتح باب الحل السياسي وتسمح للمعارضة غير التكفيرية الممنوعة من الدخول في تسوية أن تدخل في هذه التسوية التي أبدت الحكومة السورية جهوزيتها دائما لها. وقال السيد نصر الله: ان من يراهن على الامريكيين في محاربة داعش كمن يراهن على سراب لان الامريكيين هم من صنعوا هؤلاء وأرسلوهم كما أنه لا يمكن الرهان على من ينهب دول المنطقة ويتآمر على شعوبها. وأضاف السيد نصر الله: انني أقول لمن يدعونا للانسحاب من سورية.. أنا ادعوكم لنذهب معا إلى سورية والعراق والي أي مكان نواجه فيه التهديد الإرهابي التكفيري الذي يتهدد امتنا ومنطقتنا لاننا هكذا ندافع عن لبنان وشعبه. ودعا السيد نصر الله الجيش اللبناني إلى التنسيق مع الجيش العربي السوري من أجل مواجهة الخطر التكفيري على الجبال الحدودية قبل أن يذوب الثلج عليها كما دعا الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع الحكومة السورية في ملف المهجرين والملف الامني. ونبه السيد نصر الله إلى ضرورة عدم انتظار الولايات المتحدة من أجل مواجهة التيار التكفيري لانها تستفيد من الوضع الحالي وتنهب نفط المنطقة وثرواتها وأموالها وتستنزف جيوشها تحت عنوان أنها تحمي دولها من داعش. وقال السيد نصر الله: ان الولايات المتحدة تؤسس من خلال داعش لاحقاد وعداوات ليس معلوما كم نحتاج إلى عقود من الزمن كي تنتهي كما أنها تدمر المنطقة لمصلحة هيمنتها ولمصلحة قوة اسرائيل وحمايتها وحتى اذا كانت تريد انهاء الوضع فهي غير مستعجلة لانها تتمهل حتى موعد الانتخابات الرئاسية لتنفيذ بعض العمليات من أجل استغلالها في المعركة الانتخابية لمصلحة الحزب الديمقراطي. وشدد السيد نصر الله على ضرورة قيام حكومات ودول المنطقة بتجميد ومعالجة الصراعات القائمة بينها لان هناك أولويتين اليوم الأولى مواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين والثانية مواجهة المشروع التكفيري الذي يهدد الجميع. وقال السيد نصر الله: ان التيار التكفيري الذي أصبح عنوانه الابرز تنظيم داعش بات يشكل تهديدا لكل الدول والشعوب والانظمة والجيوش وللاسلام كدين ورسالة وباتت كل دول العالم تعتبره اليوم ولو بشكل ظاهري تهديدا لامن المنطقة والعالم باستثناء اسرائيل التي قالت على لسان وزير حربها من الجولان المحتل ان داعش و النصرة لا يشكلان خطرا عليها. وأضاف السيد نصر الله: انه من الطبيعي أن تتخذ اسرائيل هذا الموقف لان كل ما قام به التيار التكفيري حتى الان يخدم مصالحها مئة بالمئة علمت داعش أم لم تعلم. وأكد السيد نصر الله أن الهدف الحقيقي لداعش هو مكة والمدينة وليس بيت المقدس ولذلك لا تقلق اسرائيل مشيرا إلى أنباء عن قيام زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي بتعيين أمير لمكة وآخر للمدينة. وقال السيد نصر الله: ان على السعوديين أن يهدؤوا قليلا ويفكروا ويقرؤوا أو أن يدعوا أحدا يقرأ لهم لان هدف داعش هو مكة والمدينة فخلافة التنظيم لا تتم دون الحرمين الشريفين. ودعا السيد نصر الله إلى التفتيش عن الموساد الاسرائيلي والاستخبارات الامريكية والبريطانية في الجرائم التي يرتكبها التيار التكفيري لانها تخدم قوة اسرائيل وهيمنتها على المنطقة وقوة أمريكا وهيمنتها على المنطقة. ونبه السيد نصر الله فريق 14 اذار داخل لبنان إلى أن وزيرة الدفاع الايطالية دعت أوروبا لقيادة ائتلاف دولي لمواجهة الإرهاب في ليبيا لان الإرهاب بات يبعد عن بلادها 350 كيلومترا بينما الإرهاب موجود في جرود جبال لبنان ويدعون إلى النأي بالنفس وعدم التدخل. ندين جريمة « داعش» بحق المصريين في ليبيا وأدان السيد نصر الله جريمة تنظيم داعش بحق 21 مصريا في ليبيا معتبرا أنها جريمة نكراء وبشعة ووحشية لا يمكن أن يتحملها عقل أو قلب أو ضمير أو دين أو أخلاق أو انسانية. وشدد السيد نصر الله على ضرورة اعتبار المواجهة الفكرية والسياسية والاعلامية والميدانية مع التيار الإرهابي التكفيري هي دفاع عن الاسلام وليس عن محور أو نظام أو دولة أو طائفة أو مذهب وقال نحن الذين نعتبر أنفسنا جزءا من هذه المعركة ضد التيار التكفيري نعتبر أنفسنا ندافع عن اسلام محمد ولا ندافع عن أي طائفة. وبين السيد نصر الله أن مواجهة العراقيين لتنظيم داعش في بلدهم يحمي الكويت والسعودية من خطر وصول داعش إلى حدودهما ولذلك يجب عليهما وعلى باقي دول الخليج مساعدة العراقيين على الوحدة بدلا من تأجيج الفتنة الطائفية والمذهبية. مايجري في اليمن ثورة شعبية لايمكن لدول الخليج تجاهلها وأوضح السيد نصر الله أن ما يجري في اليمن ثورة شعبية لا يمكن للدول الخليجية تجاهلها وهذه الثورة هي التي تقف في وجه القاعدة وفي وجه داعش التي تتهدد كل الخليج مشيرا إلى أن مشروع القاعدة الاصلي كان السيطرة على اليمن وسورية والانطلاق منهما إلى مكة والمدينة. وقال السيد نصر الله: ان المقاربة الصحيحة في اليمن ليست من خلال دفعه إلى الانفجار الداخلي ولا في تحريض اليمنيين على بعضهم أو الاستنجاد بمجلس الامن وانما بقراءة هادئة وسلسة لان الانفعال والغضب سيأخذ باليمن إلى ما لا تحمد عقباه ومن سيدفع الثمن هو دول الخليج لانها ستحول اليمن في جوارها إلى بركان وستعطي مساحة واسعة للقاعدة ولداعش وغيرها لافتا إلى أن حركة أنصار الله لديها من الشجاعة والحكمة والمعرفة والوعي الوطني والقدرة على التفاهم والحوار واستيعاب الوضع. وأكد السيد نصر الله أن مصير دول المنطقة والعالم كله يصنع اليوم في المنطقة كلها ولا يمكن لدولة أن تصنع مصيرها بنفسها داخل حدودها وقال: ان هناك في لبنان منطقين الاول يريد عزل لبنان عن المنطقة والنأي بالنفس عما يجري فيها وعدم التدخل في شؤونها وعدم الانخراط في أي محور وهذا المنطق جميل بمعزل عمن يقوله ومدي التزامه به والمنطق الثاني يقول ان ذلك أمر غير واقعي لان وقائع الارض والميدان وحقائق التاريخ والجغرافيا تثبت عكس ذلك فدائما كان لبنان يتأثر بما يجري في المنطقة شاء اللبنانيون أم أبوا. وشدد السيد نصر الله على أن من يرد أن يقرر مصير لبنان يجب أن يكون حاضرا في مصير المنطقة ومن يغب عن مصير المنطقة يطلب من الاخرين أن يصنعوا مصيره لان المنطقة اليوم تصنع مصير دولها والعالم كله وعلى ضوء المخاض فيها سيتحدد من الكيانات والشعوب التي ستبقى أو تذهب. ولفت السيد نصر الله إلى أن من انتقد موقف حزب الله من البحرين واعتبر أنه يسيء لعلاقات لبنان مع دولة شقيقة هو ذاته من تدخل في سورية منذ بداية الاحداث فيها وكان جزءا من المعركة على شعبها وحكومتها وجيشها اعلاميا وسياسيا وماليا وعسكريا ولا يزال مع العلم أن علاقة لبنان مع سورية أهم من علاقته مع البحرين لان سورية تشترك مع لبنان بالتاريخ والجغرافيا والامن والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والمياه. وقال السيد نصر الله: ان من تدخل في سورية منذ البداية ماليا وعسكريا لا يحق له أن ينتقد موقفنا من البحرين رغم أن موقفنا كان ولا يزال سياسيا ولم نرسل سلاحا ولم نحرض على العنف ولم ندع إلى اسقاط النظام بل كنا دائما نساند دعاة الحركة السلمية وندعو إلى الحوار والاصلاح ونبذ العنف. وأضاف السيد نصر الله: ان موقف حزب الله من البحرين الذي يقوم على رفض العنف والتمسك بالطابع السلمي والحوار يجب أن تشكره حكومة البحرين العمياء الصماء وأن يشكره كل حريص على أي بلد عربي ولكن حكومة البحرين مرعوبة وتخاف من أي كلمة حق مجددا التحية للشعب البحريني بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضته السلمية المدنية الحضارية وصبره وثباته ووعيه وحكمته. على اللبنانيين وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب ودعا السيد نصر الله القوى اللبنانية إلى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب الذي بات يهدد لبنان وتفعيل الخطط الامنية للتصدي له بشكل أعمق ودعم الجيش والقوى الامنية لضبط الوضع الامني ووضع خطط انمائية للبقاع والشمال. وشدد السيد نصر الله على أهمية أن تحزم الدولة اللبنانية أمرها بشأن التصدي لإرهابيي داعش و النصرة على سلسلة الجبال الشرقية قبل أن يذوب الثلج وتهدأ الظروف المناخية وتبدأ المواجهات مؤكدا أن الحاق الهزيمة بهما سهل ولكنه يحتاج إلى قرار وارادة وطنية. ووجه السيد نصر الله التحية إلى رجال الجيش اللبناني والقوى الامنية والجيش العربي السوري الموجودين في أعالي جبال لبنان على الحدود المشتركة في ظل الظروف المناخية الصعبة ليحولوا دون أي اعتداءات إرهابية ووصول السيارات المفخخة إلى المناطق اللبنانية المختلفة. ولفت السيد نصر الله إلى أن أهمية تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر تتضح يوما بعد يوم على مستوى لبنان والمنطقة داعيا إلى تعميق هذه العلاقة وتوثيقها بين الطرفين واقامة تحالفات مشابهة على المستوى الوطني تضم قوى لبنانية أخرى. وأكد السيد نصر الله أن حزب الله مستمر في الحوار مع تيار المستقبل لانه أثمر عن نتائج ايجابية ضمن سقف التوقعات الموضوع مجددا دعم الحزب لاي حوار بين أي مكونات سياسية وتحت أي عنوان وان كانت نتائجه متواضعة لان الحوار هو أفضل السبل المتاحة أمام اللبنانيين في هذه المرحلة. وأشار السيد نصر الله إلى أن القادة الشهداء هم عنوان الثبات والانتصار وتعلم القوة والشجاعة والحكمة والهمة العالية ومواجهة الفتن مبينا أن احياء ذكراهم ضرورة للاجيال القادمة من أجل أن تقارب الحاضر وتحدياته بشكل منطقي وموضوعي وعلمي وسليم. |
|