|
آراء وجدّدنا استعدادنا لبذل آخر قطرة من دمائنا دفاعاً عن أرض الآباء والأجداد، هذه الأرض التي قدّموها لنا حرة كريمة، وقطعنا عهداً صادقاً على أنفسنا بأن نقدّمها حرة كريمة للأبناء والأحفاد من بعدنا. ولأننّا نشعر أنّ هذا النشيد يعيش معنا في حلنا وترحالنا، ويرافقنا أينما كنّا وحيثما اتجهنا، كان من الطبيعيّ أن ندخل منارته المتألقة لنلمس حجم الضياء المتفجر من كلّ كلمة من كلماته الرائعة. فالحماة تعني رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال شجعان آمنوا بقدسيّة كلّ حبّة تراب من تراب الوطن، تدفقوا إلى الميادين زرافات ووحداناً يسقون شجرة الحرية في الوطن لتنمو كريمة الأغصان شامخة في سمائه العالية. وديارنا هي ديار العزة والكرامة، هي الديار التي تحبّ الضيف وتقول له على الرحب والسعة، تقول له حللتَ أهلاً ونزلتَ سهلاً، فتنسيه غربته عن الوطن والأهل والأصحاب، وهي الديار نفسها التي تنتفض موتاً زؤاماً في وجه المعتدي الذي يحاول الاقتراب منها مكشراً عن نيوب الغدر والحقد، ليولي من غير رجعة. والسلام يتشرف بالالتفات إلى حماة الديار ليطبع على وجناتهم أندى قبلات المحبة والإكبار، ليقول لهم بوركتم من رجال ميامين صانوا حرية الوطن وحفظوا استقلاله، ومازالت عيونهم ساهرة دفاعاً عن عزته وكرامته. وتمرّ كلمة الإباء، فتستعيد صورة مشرقة في الوجدان، يتدافع فيها ثوّار الغوطة ليقولوا للمستعمر لن تقرّ عيناً في أرضنا، التي ستتفجر براكين وأعاصير تحت أقدام الغزاة، ويتجاوب جبل العرب مع هتاف ثوار دمشق فتنطلق الثورة السورية الكبرى، وتهبّ اللاذقية الشمّاء وحلب الأبية وحماة الفداء، وينصهر الوطن ثورة غاضبة يفهم المستعمر بعدها أنّ البقاء لن يكون من نصيبه، بل سيرحل عن سورية شاء أو أبى. والذلّ أن يستكين المرء أمام التحديات وأن يقتنع أنّ القدر قد كتب عليه تلك الاستكانة فلا يسعى لتغيير الواقع الأليم الذي أطبق عليه، وقد رفض آباؤنا الذلّ، وأصرّوا على تحطيم الأغلال، وهاهم آبناؤهم اليوم يمدّون الأيدي إلى فلسطين لتتحرر من قيودها، ويصرّون على استعادة الجولان ليعود إلى الأمّ الرؤوم سورية. وهم كرام لأنهم وردوا مورد الكرامة وعنه صدروا، عشقوا الحرية وطلبوها لأنفسهم ولغيرهم. كرام لأنهم قدموا قوافل الشهداء البررة لتبقى راية الوطن محلقة فوق الذرا، وليظلّ اسمه معانقاً قمم المجد الباذخة. كم أنت جميل أيها الوطن الذي نحمله أمانة في أعناقنا، ونقسم صادقين على صون عزته وكرامته، ونعاهده ببذل كلّ الجهود ليرتفع اسمه في سماء الحضارة شاهقاً سامياً. كم أنت جميل أيها الوطن الملتفّ بجماهيره كلّها حول قائد مسيرة الحزب والشعب رمز الكرامة العربية السيد الرئيس بشار الأسد لتتشابك الزنود والسواعد وتعزف نشيد بناء وطن الحرية والكرامة، ديار لن تذلّ لأنّ حماتها لن يذلّو ا. |
|