تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تنافس حاد مع البضائع الصينية!! أسعار الألبسة يحددها التاجر وليس المنتج !!

اقتصاديات
الثلاثاء 21/2/2006م
معروف سليمان- وفاء فرج

يعتبر معرض موتكس بوابة للتعرف على المنتجين السوريين بمختلف صناعاتهم التي تهتم بالالبسة والازياء بشكل عام

وبوابة على الاخرين العرب والاوروبيين مما يعزز الاجواء التنافسية داخلياً وخارجياً واهم ما يلاحظ في هذا المعرض هو التعرف بمشاكل هؤلاء المنتجين وكيفية ارتفاع اسعار الالبسة )اللا معقولة) لاسباب مختلفة بعضها يتعلق بالمنتج ذاته والبعض الاخر يتعلق بالعارضين واماكن العرض.‏

النسيجية لم تشارك ..?!‏

الامر المحزن في هذا المعرض يتمثل بغياب المؤسسة العامة للصناعات النسيجية من خلال شركاتها المصنعة للالبسة الجاهزة الذي اكد حينها مديرها العام انه لم توجه اليهم الدعوة للمشاركة بهذا المعرض ولا ندري ان كان هذا هو السبب ام ان المؤسسة العامة النسيجية ليس لديها القدرة على المشاركة لعدم تمكنها من الوقوف امام القطاع الخاص ونحن نعلم ان معرضاً مهماً بحجم )موتكس) من المفترض ان يثير تساؤلات كثيرة خاصة بعد التغيرات الاقتصادية والاجراءات الحكومية التي تم اتخاذها للتخفيف من حدة ارتفاع اسعار الالبسة الجاهزة الا ان هذه التساؤلات والمؤشرات كانت مختلفة عن كل هذه الحسابات الاقتصادية فالعالم كله يتغير اقتصادياً باتجاه التسويق والتنافس وتخفيض الاسعار, وألبستنا كذلك تتغير وتتميز بارتفاع الاسعار الدائم رغم تأكيد وزارة الاقتصاد والتجارة على تخفيض الاسعار وفقاً لطبيعة السوق والكلف وطبيعة المواد الداخلة فيها .‏

الحموي: نخشى فساد التسعير والفوترة..‏

وامام هذه الاجواء التنافسية والاختلاف في التسعير التقينا السيد باسل الحموي نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وسألناه عن اثر الاجراءات التي اتخذتها الحكومة للتخفيف من كلف الانتاج على الاسعار فاجاب انه من الضروري ان يكون هناك تخفيض للرسوم الجمركية على المواد الاولية الخاصة بالصناعات النسيجية وبعد ان تم السماح باستيراد الالبسة من دول العالم كافة لاشك انني ارى ان الموسم القادم سيظهر التنافسية الاكبر بالنسبة للالبسة وتوقعاتي انه سيكون هناك حصة للبضائع المستوردة من خارج سورية وسيكون حصة للمنتجات السورية باسواقنا المحلية واتوجه للصناعيين السوريين للاستفادة اكثر من منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي تسمح بالتبادل وتعويض الخلل الذي سيحصل في السوق الداخلية. وعن الاثار السلبية لقرار السماح باستيراد الالبسة قال الحموي: اذا كان هناك مصداقية بالاستيراد ولا يوجد تلاعب بالنسبة لبعض ضعاف النفوس في قيم الفواتير للبضائع المستوردة وتم دفع الرسوم كما هو منصوص بالقانون للالبسة فلا يوجد منافسة ولكن كل ما نخشاه ان يكون هناك تلاعب بالنسبة لموضوع الاسعار وبكل الاحوال سيكون هناك تنافس بين المنتج المحلي والمستورد داخل البلد وسيستمر الافضل والارخص .‏

المواطن ينتظر والجهات المعنية تتباطأ في ضبط الاسعار‏

واكد عارض ومنتج بنفس الوقت بان الموضة تلعب دوراً كبيراً في عملية ارتفاع الاسعار حيث قال لنا بانه يدفع سنوياً حوالي )مليون ونصف ليرة سورية) تكاليف سفر الى اوروبا ومختلف دول العالم للاطلاع على الجديد في هذه الصناعة لحضوره المعارض المختلفة ومتابعة التصاميم العالمية الجديدة ليحصل في النهاية على موضة متنوعة تناسب اسواقنا واذواقنا وهذه كلها تضاف الى الكلفة النهائية للالبسة. وعارض اخر قال: اسعارنا ليست مرتفعة قياساً الى اسعار الدول المجاورة شريطة ان لا نقارن هذه الاسعار بمداخيلنا..?!!. الا انه عبر من جهة اخرى بانه يجب على المواطن ان يدفع او يشاركه باثمان المحال التجارية الموجودة في اسواقنا )الصالحية- الشعلان- باب توما) اذ يقدر ثمن المحل التجاري الواحد على حد قوله بين 30 الى 50 مليون ليرة وربما اكثر وهذه ايضاً محسوبة في كلف تصنيع الالبسة فثمن الالبسة في هذه المحال بالتأكيد باهظة جداً واغلب البسة الاطفال تعرض في هذه المحال كذلك ايضاً يؤجر )المول) الواحد -اي المحل التجاري- بحوالي 3 ملايين ليرة للعام الواحد وهذا بالتأكيد سيرفع من سعر الالبسة سواء كانت للاطفال ام للرجال ام النساء..!!‏

غريواتي: سندعو القطاع العام للمشاركة ولو مجاناً..‏

ومن جانبه المهندس عماد غريواتي رئيس غرفة صناعة دمشق اكد على دعوة القطاع العام في الاعوام القادمة ولو بشكل مجاني لان شركات القطاع العام كما الخاص هي شركات وطنية يجب ان نفرض وجودها والوقوف الى جانبها فالمعرض بحد ذاته مصبوغ باجواء تنافسية كبيرة وهو عملية اقتصادية للبيع والتصدير معاً, فاغلب هذه الشركات هي شركات مصدرة لا تبيع انتاجها في السوق المحلي وانما في الخارج والهدف الاساسي من هذا المعرض هو التصدير اكثر مما هو غاية محلية.‏

ولدى سؤالنا عن ارتفاع اسعار البسة الاطفال التي لا تزال تشغل بال معظم الاسر السورية ومقارنة ما قاله بما اكده مصنع اخر وجدنا ان الرأيين متفقان ومختلفان في نفس الوقت فالاختلاف يكمن في الاسعار النهائية وكيفية وصولها الى المستهلك اما الاتفاق فينطوي في حساب كلف التصنيع والمواد الاولية والموضة, حيث اكد المهندس غريواتي بانه للأسف ما زال البعض يعتقد ان حساب الكلفة هو عبارة عن القماش مضاف اليه كلفة الخياطة فهناك البسة اطفال غالية الثمن واخرى رخيصة والفارق بينهما هو الموضة والتصميم اذ يلعبان دوراً كبيراً في ذلك وبناء على ذلك لا نستطيع تحديد سعر موحد لكل البسة الاطفال والا سنقضي على كل شيء اسمه الابداع والموضة.‏

عقارات نارية.. وعقول قاصرة‏

عن ابتكار التصاميم‏

وفي النهاية لابد لنا من القول: بان معرض موتكس في دورته السادسة عشرة هو تظاهرة اقتصادية جمعت افكاراً اقتصادية تتجاذبها التناقضات بين ما يجب ان يكون وبين ما هو كائن حيث انه في المحصلة النهائية يدفع المواطن ثمناً كبيراً من اسعار المحال التجارية باكثر ما يدفع ثمناً للسلعة التي يشتريها ولاسيما اذا كان بعض تجارنا وبعض مصنعي وعارضي الالبسة يعلنونها صراحة ان من احد الاسباب الجوهرية في ارتفاع الاسعار هو ثمن العقارات التي يشغلها عارضو الالبسة اضافة الى ثمن الموضة والموديلات التي يعود بها مصممو ازيائنا اثناء جولاتهم في اوروبا حيث يدفع البعض منهم مليونا ونصف المليون ليرة لجلب تصاميم وموديلات بدلاً من ان يتعاقدوا مع مصممين ويأتوا بهم الى بلدنا اوان تقوم مراكز تأهيل وتدريب لخبرائنا على التصميم وخلق الازياء الجديدة فماذا ينقصنا الفهم ام ماذا..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية