تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأنترنت .. منظار أكاذيب

اقتصاديات - الكنز
الثلاثاء 21/2/2006م
أمير سبور

على الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية للوصول إلى أرقام دقيقة وصحيحة في مختلف قطاعات الدولة

إلا أن تلك الأرقام تبقى بعيدة عن الواقع ولا تعبر بشكل فعلي عما يحصل هنا وهناك..!‏

ومن البديهي أن المقدمات الصحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة وأن أي عملية احصائية ما لم تستند إلى أرقام سليمة تبقى ناقصة ولا تعتمد على أسس دقيقة..!!‏

فللرقم أهميته ومدلولاته ومؤشراته في أي دراسة تقدم في هذا القطاع أو ذاك.. من هنا نجد معظم مؤسساتنا تفتقر إلى الرقم الاحصائي الدقيق على الرغم من الجهود التي يبذلها المكتب المركزي للاحصاء لتحديث معطياته لكن نجد أن بعض الحالات تحد من ذلك لأسباب شتى..!‏

ما دعانا لهذا الحديث الحالة التي أعلن عنها مزود خدمة الانترنت في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في بداية الشهر الثامن من العام الماضي 2005 والمتضمنة تحفيزاً لتوسيع قاعدة استخدام المعلوماتية والاستفادة من شبكة الانترنت فقد قررت إدارة مزود الخدمة تقديم خدمة 150 ساعة مجانية شهرياً للمعوقين المشتركين عبر مزود الخدمة لدى الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ومن باب إنساني بحت وحسب التوقعات الأولية للإدارة أن العدد لن يتجاوز في حده الأقصى عدة آلاف من المعوقين ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن أي بأقل من ستة أشهر تبين أن عدد هؤلاء وصل لدى مزود الخدمة لعشرات الآلاف وقد يزيد أيضاً وهذا يشير إلى أن الأرقام التي تبنى عليها الدراسات الاجتماعية والاحصائية قد لا تكون دقيقة من منطلق اجتماعي أولاً وأن معظم الأسر قد لا تبوح بعدد المعوقين لديها لسبب أو لآخر والبعض الآخر قد ينفي وجود ذلك وبنفس الوقت كما علمنا أن الاعتماد على درجة الإعاقة من خلال بطاقة المعوق التي تمنحها مديريات الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظات والتي كما لاحظنا أن بعضها يتساهل جداً في منح وإعطاء بطاقة معوق لأشخاص غير معوقين أساساً فمثلاً أحدهم حصل على بطاقة معوق على أساس أن يده مبتورة وعندما جاء يحمل البطاقة ليحصل على الميزة المجانية للاشتراك بالانترنت تبين أن اصبعه (الخنصر) هي المبتورة وليست يده - كما جاء في البطاقة - وهكذا حدث ولا حرج..! الشيء ذاته بالنسبة للمعوقين الذين منحوا ميزة الاستفادة من استيراد سيارة سياحية معفاة من الرسوم الجمركية بنسبة كبيرة وأن تكون تلك السيارات متوافقة مع وضع الإعاقة لكل منهم.. عندما ندقق نجد أن البعض يبالغ في ذلك بهدف الاستفادة فقط من المزايا الممنوحة للمعوقين ومن هنا لا يمكن بناء أي دراسة دقيقة للواقع الاجتماعي للمعوقين في سورية وقس على ذلك مختلف القطاعات فهل نجعل من الرقم الصحيح مصدراً للمعلومة..?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية