تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سرقة مشروعة

ع.المكشوف
الثلاثاء 11/4/2006
عبير ونوس

في كل مرة اقسم اغلظ الايمانات بأنني لن اسمح لاحد بسرقتي واستغلال حاجتي في وضح النهار, لكن يبدو انني سأمضي عمري اكفّر عنها, او اغمض عيني لأدع (عياري وشطار هذا الزمن يسرقوني معزية نفسي بأنني لست الوحيدة التي تتعرض لا بتزاز هؤلاء الموجودين في كل مكان نقصده).‏

فنحن على تماس يومي بهم بدءا من وسائل المواصلات التي تقلنا, مرارا بمختلف المتاجر على تنوع خدماتها حتى الصحية منها, وانتهاء بالمطاعم واماكن الترفيه بنجومها المختلفة, التي غالبا ما تتطلب منا نحن اصحاب الدخل الحدود الكثير من التروي والتفكير والسؤال والتمحيص نظرا لتفنن اداراتها بأساليب القنص مقابل خدمات وهمية لا تتجسد حقيقة الا لمندوبي الجهات الوصائية من (الصحة والتموين), الذين لا يستطيعون مخالفة ضميرهم لقاء حسن الاستقبال والضيافة .‏‏

والمؤلم ان كل ما سبق يتم بأسلوب غاية في اللطف والكياسة لاحراجك واجبارك على دفع المعلوم مع حبة مسك وإلا ستتهم بأنك غير حضاري ولا يليق بك ارتياد هذه الاماكن ,وستجد نفسك تحارب طواحين الهواء إلا اذا استيقظت الجهات الرقابية ومديرية حماية المستهلك من سباتها, وتحركت لتفعيل دورها مؤكدة لنا بأن رقي المجتمعات يقاس باحترام الانسان وعدم استغلاله من خلال ردع هؤلاء الشطار بقوة القانون الذي يحمينا منهم ويحميهم من انفسهم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية