تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بناء الإنسان... مسؤولية مشتركة..!

الكنز
الثلاثاء 11/4/2006
أمير سبور

لا أتصور أحداً يرغب في أن تسير عجلة الاقتصاد الوطني الى الوراء ولا أقتنع أيضاً أن هناك من يسعى لهدم هذا الاقتصاد أو تخريبه باستثناء من يصنف نفسه في خانة أعداء الوطن..!!وانطلاقاً من ولاء الجميع ومحبتهم للوطن يفترض أن يترجم ذلك على أرض الواقع وكل من موقعه..!

والسؤال هنا .. هل يتطابق ذلك الشعور اليوم مع الممارسة الفعلية لكل منا..? وهل النتائج المحققة على الأرض تعكس ذلك..!? أم أن الذي نراه ونعيش تفاصيله يومياً يناقض هذا الشعور ويجافيه..?! باختصار .. نسمع أقوالاً كثيرة.. ولا نرى أفعالاً موازية..?! وغالباً لا ترقى هذه الأفعال الى مستوى الطموح الذي ننشده كمواطنين..!! لن نتحدث في العموميات بل نقول :إن 90% من المسؤولين قد اطلعوا على أنماط الحضارة والتقدم السريع والتطور الحاصل في مختلف جوانب الحياة في الغرب والشرق والجميع بعد عودتهم (سالمين غانمين) كثيراً ما يتغنون بما رأوه وشاهدوه .. والسؤال هل فكر هؤلاء في سبب التفاوت ..?! وهل شعروا بالغصة التي تكاد تخنق المرء أحياناً نتيجة ممارسة البعض وتعثر الآخر..! وهل فتش هؤلاء أيضاً عن الحلول التي من شأنها أن تسهم في تحسين واقعنا الاقتصادي والاجتماعي والخدمي..!? ومع عودة أي منا الى أرض الوطن يبدأ سيل وكيل من الملاحظات التي لا تنتهي بدءاًَ من المنفذ الحدودي والطرق التي لا تزال تتأرجح على جانبيها السيارات المحطمة وصولاً الى الحدائق المنسية والخدمات التي غابت عن أحياء الضواحي السكنية وحتى ضمن المدن الرئيسية..?! فلا المشاريع تنفذ بجودة مضمونة ولا المواد المستخدمة ضمن الشروط اللازمة ولا الساحات الرئيسية مكتملة ولا يمكن الحديث عن مشروع خدمي واستثماري دون ملاحظات مريرة.. !!‏

والمفارقات تبدو واضحة ولا نحتاج لمن يرشدنا إليها.. ! المهم أن في المسألة غبناً للوطن ومرارة للمواطن ذاته..!مع علمنا المسبق أن الإمكانيات المتواضعة لا تخلق المعجزات .. لكن علينا أن نعترف بالتقصير هنا وبالقصور هناك..!‏

وتلك السمة البارزة في واقعنا الحالي ويجب أن نقر أن عدم الشعور بالمسؤولية وغياب الوعي عند بعض أفراد المجتمع ساهم في الوصول الى ذلك..! ولا بد هنا من السعي الجاد للاهتمام في بناء الإنسان وتعزيز ثقافة الوعي والانتماء الوطني قبل أن يتحول الواقع الى أزمة حقيقية وتلك مسؤولية وطنية مشتركة تتحملها الجهات الحكومية وغير الحكومية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية