|
شؤون سياسية والمؤلف من كبار المحررين الصحفيين حيث قدم حياته ثمناً لهذا العمل الذي استغرق إنجازه عدة سنوات. لقد تمكن المؤلف من وضع يده على الكثير من الخفايا, وكشف الكثير من الأسرار وبخاصة الدور الذي لعبه يلتسين وعائلته في روسيا كما استطاع المؤلف أن يفضح خلفية الحرب الشيشانية. والفضائح الاقتصادية والسياسية الأخرى والشخصيات الرئيسة التي كانت خلف نهب روسيا. وكما قال الكساندر ليبير الذي دفع حياته ثمناً لمواقفه الوطنية أيضاً واصفاً ثعلب الكرملن بيريزوفسكي بأنه يمثل هذه الطغمة التي وجدت نفسها في السلطة.. ولم يكتف بالسرقة فحسب.. بل أراد أن يرى الجميع بأنه يسرق بدون عقاب. يتألف الكتاب من 427 صفحة توزعت على 10 أبواب تبحث في:حرب عصابات الإجرام الكبرى- انهيار النظام القديم- اجتماع القادة الثلاثة- بيع الوطن في سوق الأسهم- اغتيال ليسنيف- خصخصة أرباح شركة ايرافلوت- الصراع من أجل النفط- الصندوق الأسود لحملة يلتسين الانتخابية- الطغمة- فلاديمير بوتين يصل إلى السلطة. بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة وملاحق وتعليقات. إن الغاية من هذا الكتاب هي جمع الحقائق المتناثرة والمبعثرة وتركيبها بغية الحصول على صورة الواقع ومجريات الأمور.. لقد اتضح أن الصعوبات مع مرور الوقت أخذت تضمحل, لأن إظهار الحقيقة للناس يجعل من الصعب خداعهم. إن روسيا في ظل قيادة يلتسين بقيت دولة بوليسية إذ استمروا بمراقبة الخطوط الهاتفية ومراقبة الأشخاص, واستمر الكثير من الدوائر الأمنية الموروثة من العهد السوفييتي بالعمل. الكثير من عملاء المخابرات السوفييتية الذين سرحوا انضموا للدوائر الأمنية التابعة للقطاع الخاص لقد تميز عصر يلتسين بظاهرة تسرب المعلومات من أجهزة الحماية الخاصة بالرئيس, ولم يكن ثمة إطار قانوني في سياسة الإفصاح عن المعلومات الخاصة وكيفية نقلها إلى العلن. العاملون في تلك الأجهزة يقررون ماهية المعلومات ويحددون بشكل شخصي وثائق مواردها. بوريس بيريزوفسكي هذا ظهر واشتهر بشكل مفاجئ وأصبح من أغنى رجال الأعمال وأقواهم نفوذاً في روسيا كلها.. ظله كثيراً ما كان يتواجد خلف الأحداث المهمة التي زلزلت روسيا خلال السنوات العشر التي خلت.. بالإضافة إلى ذلك كان هناك الكثير من الرأسماليين الجدد الذين سيطروا على اقتصاد روسيا, ومديري المعامل الذين حازوا على امبراطوريات صناعية, ومصرفيين شباب لهم صلات مع الدوائر السياسية.. هؤلاء كانوا تحت الأضواء بينما كان بيريزوفسكي يقوم بدوره من خلف الكواليس. دخل مضمار المال والسياسة بعد أن فهم المتغيرات جيداً حتى أصبح يتحكم بالحكومة نفسها. إن تحول روسيا من دولة عظمى إلى دولة ضعيفة خلال مدة زمنية قليلة لا تتعدى بضع سنوات يعد من أغرب الأمور وبكافة المقاييس.. إن هذا الانحدار المتسارع ليس له مثيل من تاريخ البشرية. إن كل الدلائل تشير بإصبع الاتهام إلى عصابات الجريمة المنظمة الروسية وعصابات المافيا الأخرى على أنها السبب بحصول الكارثة التي ألمت بروسيا وشعبها, إن كشف خبايا ذلك في عهد حكم بوريس يلتسين يعد من المهمات الشاقة, فالكثير من المجرمين السابقين الذين أصبحوا في هذا العهد من رجال الأعمال الأثرياء تمكنوا من إخفاء ملفاتهم الإجرامية التي كانت محفوظة في دوائر الأمن وأتلفوها, عدا عن ذلك إن القانون الروسي الجزائي الحالي يحوي على كثير من العيوب والنواقص, الاحتيال والاختلاس والابتزاز لا تعد جرائم خطرة يحاسب عليها القانون الروسي. الجريمة المنظمة في التعريف هي أعمال تتم من خلال التهديد والاغتصاب والإرهاب وتعتمد السرية والتنظيم وإبعاد الزعماء عن أي عمل إجرامي مباشر أو غير قانوني, وتستخدم طرقاً غير قانونية في الضغط على الحكومة وعلى السياسة والاقتصاد من خلال الفساد والرشوة وحتى السبل القانونية.. والهدف من ذلك الحصول على مكاسب مادية واقتصادية وتبييض الأموال ثم استثمارها في أعمال قانونية. في هذه الحالة من المفروض على أي رجل أعمال روسي ناجح أن يكون على صلة بالأطراف الفاعلة كافة , والتي تمثل السلطة الروسية التي تشبه في بنائها هرماً ثلاثي الوجوه: عالم الإجرام, ورجال الأعمال, وممثلو السلطة الحكومية. لقد سألت عن سبب عدم قيام الحكومة بتقديم المجرمين إلى العدالة لأن الكثير من المجرمين يحتلون مناصب في الحكومة.. فالحكومة نفسها غير مهتمة بكشف تلك الجرائم وعلى سبيل المثال بيريزوفسكي هذا عين في منصب مهم في الحكومة: لقد أصبح نائب الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي.إن وصول الرأسماليين الفاسدين للحكم في عهد يلتسين لم يكن مصادفة لأن الحكومة أرادت عن سبق تصميم أن تجعل بيريزوفسكي وجماعته أثرياء هذا مقابل دعمهم السياسي, لقد قال ونستون تشرشل عبارة شهيرة تصف الدسائس في روسيا في عهد جوزيف ستالين ( إنها مثل صراع الكلاب تحت السجاد) الشيء نفسه حدث في روسيا في عهد حكم يلتسين, في هذا الكتاب يتم التحدث عن الفساد الذي استشرى في روسيا الجديدة, الكتاب لا يروي قصة حياة بيريزوفسكي.. في الوقت نفسه من الخطأ الاعتقاد أن هذا الكتاب ليس سياسياً.. بل إنه يوضح الأحداث السياسية التي مرت بها روسيا, ويحللها بعمق ويلقي الضوء على تغيير دور روسيا في العالم. إن هذا الكتاب وعلى نحو أدق يشرح الطريق الذي سلكه بريزوفسكي في عالم التجارة والأْعمال وفي السياسة, ويعتمد أساساً على موضوعين مهمين ومتوازيين: - ارتقاء بيريزوفسكي إلى الأعلى. - انحدار روسيا نحو الحضيض. وهنا يتم التطرق إلى الأساليب اللا أخلاقية التي تستخدمها الديمقراطية الغربية مثل الحرية الشخصية, حرية الكلمة, الانتخابات الحرة, الدفاع عن الأقليات, اقتصاد السوق.. ذريعة للضغط على الدول المخالفة لها. من الصعب على العالم الغربي فهم كيف تسببت الديمقراطية الغربية في تسميم المجتمع الروسي إلى هذه الدرجة .. إن أسلوب عمل بيريزوفسكي وطريقته يمكنها فك اللغز, وأن تجيب عن جميع التساؤلات المطروحة. |
|