|
شؤون سياسية أي تاريخ?! إنه تاريخ الصهيونية المحكومة بعقدة الأحقاد وعقيدة التحكم بمصير البشرية وتحويلها إلى آلية الإقطاعات وإعادتها إلى عقلية القطيع الذي مازالت تبشر بها منذ تلمودها الأول وحتى إشراقة الحلم التوراتي المزعوم. وبالرغم من وضوح الصورة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية, وبالرغم من تواطؤ القوى الكبرى في عالم اليوم مع هذه الإرادة والممارسة, فثمة ارتهان يصل إلى حد الابتذال ورهان يصل إلى حد الجنون على بعض المواقع والمواقف لهذه القوى. ولعل مراجعة أولية لبعض ملامح الصورة تلقى بعض الضوء وتزيل بعض الغشاوة عن العيون والأفئدة. لنتذكر (سايكس -بيكو) ولنتعرف على إحداثياتها الراهنة ودورها في التمزق الذي تعاني منه الأمة العربية. ولنراجع الدور البريطاني في وعد بلفور وقيام الكيان الصهيوني.ولنقرأ بهدوء اندفاع الولايات المتحدة المحموم في تبني هذا الكيان بشكل مطلق ودون حدود أو قيود. لنتساءل : ما الدوافع وراء السباق الفرنسي إلى تسليح إسرائيل بجميع أنواع السلاح المتطور والتأسيس معها للقوة النووية الإسرائيلية لنتمعن في الأبوة الأوروبية غير الشرعية وغير المشروعة للدور الإسرائيلي في المنطقة, ولنتوقف قليلاً أمام مصداقية التكفير الألماني ومساهماته في الإمداد المادي والعسكري لإسرائيل وبأحدث التقنيات. إن علينا ومن أولى واجباتنا أن نرى هذه الوقائع والحقائق. وأن ندرك أن بدايات الخطيئة لاتقود إلى نهايات المغفرة وأن الذين قتلوا بالأمس هم الذين يقتلون اليوم, لقد تعددت الوسائل والأسباب ولكن حقيقة الدم والأشلاء واحدة. إنها المؤامرة المستمرة منذ ما يزيد على قرن من الزمن سواء من خلال فوضى الهدم الاستعماري أو بناء الفوضى الذي يستهدف ما تبقى لهذه الأمة من أركان ومقومات. إنها المرحلة المستجدة بإعلامها العميل وأزلامها العملاء بعدما لاحت بوادر الخيبة في ساحات المواجهة المباشرة على امتداد الساحات الممزقة بالصراعات المفتعلة والانفعالات الزائفة بعيداً عن حقائق الواقع وحيثيثات المؤامرة وإحداثياتها. ومن هنا فإن ثمة نقطة نظام وحيدة في هذا الزمن الفوضوي تتمثل في الإرادة المقاومة والفعل المقاوم لإعادة الحياة إلى التاريخ وإعادة التاريخ إلى الحياة مكتوباً بإرادة الإنسان وعقيدة الإيمان بقضية الوطن ووطن القضية. فهل من مكان أيها النظام العربي لنقطة نظام تعيد التوازن والاتزان في مواجهة فوضى الهدم وهمجية العدوان?! |
|