تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أبجد فوز

أبجد هوز
الثلاثاء 11/4/2006
فواز خيو

علمت من مصادر مقربة مني, اني سأعود الى الكتابة في هذه الزاوية, لم يتسن لي التأكد, ولم التق نفسي على انفراد لأتأكد من الموضوع ... غبت لسنوات في زوايا مختلفة, بعضها عاتم, اما البعض الآخر فهو عاتم ايضاً.

البعض ظن اني توفيت, والبعض ظن اني على قيد الحياة (لا قدر الله) .. ومن كثرة ما فقدنا من الادباء والصحفيين صرت كلما رأيت نعوة احدهم ظننت نعوتي, فيهب قلبي, ثم اقول لماذا يهب قلبي طالما انني أمنت على اسرتي?, فقد وزعت ديوني المنقولة وغير المنقولة عليهم بالتساوي, ولن يتعذبوا في اصدار حصر إرث. وهل الموت يخيف اكثر من الحياة?‏

يأتي احدنا الى الحياة يصرخ مرعوبا .. ويودع بالصراخ .. وما بين الصراخين صراخ...‏

حين ناقشت مع جوزتي فكرة عودتي للكآبة, عفوا للكتابة, كادت ان تنشأ حرب اهلية في البيت. هي لا تريدني ان اكتب, ولا ان احكي. فهي تمارس عليّ ديمقراطيتها الخاصة, فتشطب الكثير من العبارات الجامحة, وترسل المادة بالبريد الالكتروني الى موقع أو مجلة, وأفاجأ بحذف عبارات فتثور ثائرتي عليهم, واذ هي تضحك.‏

.. لقد حذفت هذه العبارات لكي لا تسبب مشكلة ... فهي تراقب الزاوية قبل ان يراقبها الرقيب الذي في رأسي ثم تمر على رئىس التحرير ليراقبها ثم على الرقيب الذي يقرؤها منشورة. وتقول جوزتي: ان عودتك للكتابة تشبه عودة باصات النقل الداخلي الى مدينة دمشق, فأنت موديل قديم, ومزدحم, ودخانك يعمي...‏

في هذا العالم المجنون, من الجنون ان تكون عاقلا, ومن الجنون ان تكون مجنونا. في هذه الايام مر الخرطوم الثاني , مذكراً بلاءات الاول, وتمر ذكرى السقوط المر لبغداد, ويرحل الماغوط فنفقد ويفقد الجحيم واحدا من رموزه الكبيرة. وقبل ايام انشغلت الاخبار والعباد بالسيدة الفاضلة نانسي عجرم, حيث اجرت عملية تجميلية في مكان ما, وانهالت التحليلات اكثر من تحليلات سقوط بغداد, فصرنا نحمد الاقدار التي ساقت لنا نانسي وهيفاء وامثالهن, لننسى هزائمنا المظفرة. ومن هنا يصبح املنا مشروعا في قدرة هذه الامة على النهوض.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية