|
معاً على الطريق ويقال أن عقارب الساعة تلوذ بالفرار من قلة الاستعمال, من سوء الاستعمال, لا فرق لدى (الرجل المريض) بين القرن والقرن, هذه مسافة عبثية: يمكننا أن نفكر سريالياً. ألا تتماهى كهدف تورابورا في أحيان كثيرة مع ناطحات السحاب..? هذا إذا حاولنا أن نعرف كيف تدور الكرة الأرضية بالتأكيد لم تعد تدور من أجلنا.. على الأقل يبحث (الرجل المريض) عن مادة ساخرة في إحدى العواصم العربية يقول قائل: (...حتى الدجاج يقتلنا). لا, لا, لاحظوا كيف يتجول الدجاج في العالم الثالث وضواحيه, حين يصل إلى القارة البيضاء يقتل القطط فقط. استراتيجياً, ثمة موت سريري فكرياً أيضاً, حتى في ساعة الاحتضار يوجد من يطرح أفكاراً للخلاص لا أفكار: أنين استراتيجي, أنين ايديولوجي, أنين سياسي, أنين اقتصادي, أنين ثقافي, لكن الأجيال تبتهج. الملايين تصوّت ل (ستار أكاديمي) الملايين تصوت ل (سوبر ستار), إذاً شجرة صبار وسط هذه الصحراء لا حاجة لدموع شوبنهاور, حتى الهواء عندنا نطحنه بالدموع, حالة ميثولوجية أجل لحظات إغريقية طويلة في حياة العرب. لندع الأجيال تهرب إلى الغناء..لندعها تجلس القرفصاء لتتنفس الصعداء, لقد طردنا الزمن من عقر دارنا, أجل, أجل علاج فلسفي كان شوبنهاور إياه قد اقترحه كي تقفل قليلاً أبواب جهنم. هو الذي قال: ذاك الصقيع في أرجاء جهنم. هل تحاولون عربياً إعادة تشكيل الصورة? أمة من دون مفكرين, من ترونهم أمامكم هم أساقفة الغروب (الخواء) يقيمون ذلك القداس الجنائزي الذي يقطع حتى علاقتنا الجميلة مع...الله! إذاً, لماذا لا نجري مزايدة عمومية لشراء الأفكار? إننا نشتري كل شيء, حتى دمى أطفالنا, وبالعملة الصعبة, أليس الأجدر أن نشتري أفكاراً (وقد أدمنّا هذه المهنة في أوقات كثيرة وسابقة) من أن نظل هكذا رهينة بين فكي الفراغ. إعلان في صحف العالم: مزايدة عمومية لشراء أفكار صالحة للمدى القصير على الأقل لإنقاذ الرجل العربي المريض من الفيروس العثماني. أيها السادة: تهزّ المسألة الشرقية (الآن الشرق الأوسط الكبير) رأسها, بطنها أيضاً وأيضاً. |
|