|
دراسات وأرغمت حكومته الفاشية على توقيع أقسى صفقات تبادل الأسرى في تاريخه، يستعيد جمهور المقاومة وعشاقها الكثر في كل المنطقة والعالم ذلك الانتصار العظيم الذي حققه أبطال المقاومة اللبنانية في تلك الحرب القاسية، ويستذكرون روائع البطولات الفذة التي حققها فرسان المقاومة طيلة الأيام الـ 33 من عمر الحرب، الحرب التي كرّست المقاومة قوة إقليمية لها وزنها وحضورها، بأدوات تنتمي للشعب لا يمكن قهرها في وجه أعتى الأسلحة الأميركية والإسرائيلية المتطورة من طائرات ودبابات وبوارج حربية، ومنحتها فرصة رسم معادلات ردع جديدة لم يجرؤ العدو خلال ثلاثة عشر عاماً على محاولة اللعب فيها أو تغييرها. بالأمس خرج سيّد المقاومة في ذكرى الانتصار الكبير ليزيد من كوابيس العدو ويكرّر على مسامع حكامه وجنرالاته المتسمرين أمام الشاشات كل ما يزيد من مخاوفهم القديمة حيال مصيرهم المحتوم، حاملاً بيده خريطة كيانهم الغاصب يلوح فيها بقدرة المقاومة على إصابة أي هدف تختاره، ومذكراً إياهم بالصواريخ الدقيقة التي تشغل بالهم وتغطي مساحة كيانهم وتستطيع تدمير كل عوامل ردعه ونقاط قوته، مضيفاً إلى قلقهم حزمة جديدة من الكوابيس بذكر (إيلات) وهي الميناء الاستراتيجي القابع في أقصى جنوب فلسطين المحتلة، كتعبير عن المدى الحقيقي الذي يمكن أن تغطيه قدرات المقاومة وتصله صواريخها الاستراتيجية الفعالة. يعلم الإسرائيليون جيداً أن صاحب (الوعد الصادق) لا يتحدث من بنات خياله ولا يطلق سهاماً عشوائية، فكل كلمة ينطقها هي بالغة التأثير وتفعل فعلها في الطرف المقابل، ولعل أبرز ما كشفه السيد في مقابلته بالأمس مع قناة المنار، وذلك في ذروة التحالف الأميركي الصهيوني وفي أوج الدعم الأميركي للكيان المحتل وسعيه لإتمام صفقة القرن المشؤومة، هو محاولة إدارة ترامب التفاوض مع المقاومة في لبنان عن طريق وسطاء، الأمر الذي يعكس مكانة المقاومة ودورها وتأثيرها وحضورها حتى في أجندات الأميركيين ومخططاتهم في المنطقة، وذلك بعد الذي أنجزته في جبهات عديدة منذ حرب تموز حتى اليوم، وفي طليعة ما أنجزته بكل تأكيد تلك المساهمة الفاعلة مع الجيش العربي السوري وباقي الحلفاء، بإفشال وإحباط كل المشاريع والمخططات الأميركية وكذلك المخططات الإسرائيلية المتفرعة عنها خلال حرب الثماني سنوات. تأتي ذكرى حرب تموز لهذا العام في ضوء تطورات الاشتباك الأميركي الإيراني حول العديد من ملفات المنطقة وحرب العقوبات التي تشنها واشنطن على مكونات محور المقاومة، وفي ظل تعقيدات الملف السوري والعديد من الملفات الأخرى، ولا سيما ملف القضية المركزية أي قضية الفلسطينية، التي تحاول إدارة ترامب بكل ما أوتيت من قوة وخداع مع بعض الأنظمة العربية الخانعة والمتاجرة، تقديم مكافآت للإسرائيليين على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، حيث شهدت الأسابيع الماضية محاولة بيع جديدة لهذه القضية كانت إحدى أنظمة الخليج الخانعة شاهداً عليها، على إيقاع التهديدات الأميركية لإيران باعتبارها أحد أبرز القوى الداعمة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولكن هذه المحاولة منيت بالفشل نتيجة صمود محور المقاومة وتمسكه بثوابته وحقوقه، وعجز الآخرين عن ترهيبه وتخويفه وإرغامه على التسليم بالأمر الواقع الأميركي. تطلّ ذكرى حرب تموز هذا العام حاملة في دفاترها الناصعة آمالاً كبيرة بالنصر والتحرير لشعوب المنطقة سواء في سورية أم في اليمن أم في فلسطين المحتلة، حيث بدأت تحالفات العدوان بالتصدع والانهيار، والسرّ في ذلك بكل تأكيد هو الفعل المقاوم الذي جسّده الجيش العربي السوري وحلفاؤه من أبناء المقاومة في أرقى الصور والمعاني خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية، حيث لم يبق سوى شراذم إرهابية ومجموعات مرتزقة وتكفيريين في أجزاء ضيقة من الجغرافية السورية تصارع سكرات الموت والهزيمة في مسيرة سقوطها وانهيارها المحتومة، في حين أبدع أبناء اليمن السعيد بصمودهم وقدرتهم الأسطورية على المواجهة وتوجيه أقوى الرسائل السياسية والعسكرية لخصومهم في تحالف العدوان السعودي حيث بدأ الأخير بالصراخ والعويل، بعد أن دبّت في صفوفه مظاهر الخوف والرعب وتسللت إلى مخططاته عوامل التفكك والانهيار، لترتسم معها ملامح التأزم القابلة للانفجار على رؤوس المعتدين. أما في فلسطين المحتلة فقد أفشل تكاتف الفلسطينيين وتوحّد مقاومتهم كل المحاولات الأميركية والإسرائيلية لرسم واقع جديد يضمن مصالح الاحتلال الغاصب، فكان غياب أي ممثل لهم أو عنهم عن ورشة البحرين التنازلية أشبه بمسمار دق في نعش الصفقة الأميركية المشؤومة، بحيث اضطر عرابوها للاعتراف بفشلهم وقلة حيلتهم، فمن يستطيع التوقيع على بيع أو ضياع الحقوق الفلسطينية سوى أشخاص ضعيفين مهزومين معتوهين لا ينتمون بأي حال من الأحوال إلى فكر أو سلوك المقاومة التي لطالما أذلت الاحتلال وكانت الحل الأمضى والأكثر فاعلية وحضوراً على طريق مواجهة عدوانه المستمر وقهر جبروته واحتلاله وإفشال مشاريعه. |
|